بلاء عمّ على الأمة في مختلف أقطارها وتنوع مواقعها، وهو زحزحة هذه الشريعة بأحكامها وقيمها، وأخلاقها وحدودها، وسُلْطتها، عن الهيمنة على مجتمعات المسلمين فنتجت غربة شديدة وفساد عريض .. فما الموقف منها..؟
من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله..
السؤال
ما رأيكم في المسلمين الذين يحتكمون إلى القوانين الوضعية، مع وجود القرآن الكريم والسنة المطهرة بين أظهرهم؟
الجواب
رأيي في هذا الصنف من الناس الذي يسمون أنفسهم بالمسلمين، في الوقت الذي يتحاكمون فيه إلى غير ما أنزل الله، ويرون شريعة الله غير كافية، ولا صالحة للحكم في هذا العصر، هو ما قاله الله سبحانه وتعالى في شأنهم حيث يقول سبحانه وتعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾ (النساء: 65)
وقوله سبحانه: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾(المائدة: 44) ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (المائدة: 45) ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾(المائدة: 47).
الخروج عن الإسلام
إذاً فالذين يتحاكمون إلى شريعة غير شريعة الله، ويرون أن ذلك جائزٌ لهم، أو أن ذلك أوْلى من التحاكم إلى شريعة الله، لا شك أنهم يخرجون بذلك عن دائرة الإسلام، ويكونون بذلك كفاراً ظالمين فاسقين، كما جاء في الآيات السابقة وغيرها.
وقوله عز وجل: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾(المائدة : 50).
والله الموفق.
…………………………….
المصدر:
- الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله.
اقرأ أيضا:
الإسـلام شريعـة تحكـم حيـاة الأمـة
الحاكمية بين الاسلاميين .. والخوارج والعلمانيين
رسالة تحكيم القوانين .. للشيخ محمد بن ابراهيم
وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه .. لابن باز