استجمع الإرهاب العالمي الصهيوني الماسوني الحالي كل موجبات العقاب الإلهي، لذلك لا يجوز أن نحسب – مجرد حسبان – أن هذا الإجرام سيمر دون انتقام، فالوعد الصادق المتعلق بذاك الانتقام جاء في قول القوي القاهر سبحانه: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} [ إبراهيم:٤٧] .

إهلاك الظالمين سنة قدرية حتمية الوقوع

  • ومع أن (المُنتقِم) ليس مِن أسماءِ اللهِ الحسنى، إلا أن من صفاته العلا أنه {عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} وهذه الصفة الفِعليَّة ثابتة بالكِتاب والسُّنَّة، وانتقامه جل وعلا من الظالمين سنة قدرية حتمية الوقوع، إنصافا للمستضعفين وانتصارا من المجرمين، كما قال سبحانه: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة:٢٢].
  • ولذلك فإن عالم المجرمين الظالمين مقبل يقينا على فصول من ظلام الانتقام المتعدد والمتجدد بحسب عودتهم كل حين للعدوان، وإذا كان الله تعالى قد توعد بالانتقام على العودة إلى بعض الذنوب في قوله : {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [المائدة:٩٥] فما بال من تعودوا على معاودة الإجرام من كل نوع، والتحالف مع المجرمين من كل صنف؟
  • أما الشياطين الخرس الساكتين عن الجرائم القائمة الدائمة في فلسطين – عربا كانوا أو عجما ؛ فليسوا معذورين بصمتهم بل مأزوين، مهما ادعوا الخوف من الفتنة: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} وقد قال الله تعالى : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال:٢٥]. وفي الحديث : (إنَّ النَّاسَ إذا رأَوُا المنْكرَ فلم يغيِّروهُ أوشَكَ أن يعمَّهم اللَّهُ بعقابِ من عندِهِ)1(1) [رواه الترمذي وغيره بسند صحيح/ ٢١٦٨]. وأي منكر أنكر مما يقع تحت سمع وبصر العالم كله لنحو عام ونصف..
  • عوقب قوم فرعون جميعا بجرم طغاتهم لما لم يمنعوهم عن الطغيان، فلقوا الله وهو عليهم غضبان {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} [الزخرف:55-56] وكان الانتقام منهم عاما تاما {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} [الأعراف:١٦٣] .
  • ولأن كل مؤمن ينتظر تحقق وعيد الله في أعدائه وأعداء أوليائه، فقد قضى سبحانه بتعدد أنواع الانتقام، بحسب تنوع أصناف الإجرام ، فقال سبحانه عن أعداء الأزمان الغابرة محذرا طغاة الأزمان الحاضرة: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:٤٠]..
  • لقد صدر بالفعل إعلان حرب الانتقام على من بارزوا الله بالعداوة في معادتهم لأوليائه، حيث قال – سبحانه – في الحديث القدسي: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)2(2) رواه البخاري (6502)..

وقد تكون تلك الحرب في صورة صراعات أهلية، أو صراعات إقليمية أو حتى  حربا عالمية .. لكن الحاصل أنها حرب إلهية، مهما أظهروا لها من أسباب مادية أو مصلحية.

  • والحاصل أن كثيرا من بقاع العالم تعيش تحت وقع توقعات الانفجار.. أما المظلومون فهم بالانتظار .. وفي الحديث : (ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز وجل: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)3(3) رواه ابن خزيمة في صحيحه والترمذي في السنن، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ»...

فاللهم عجل بإجابة دعوات المظلومين على الظالمين، يارب العالمين..

الهوامش

(1) [رواه الترمذي وغيره بسند صحيح/ ٢١٦٨].

(2) رواه البخاري (6502).

(3) رواه ابن خزيمة في صحيحه والترمذي في السنن، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ»..

المصدر

صفحة د. عبد العزيز كامل على منصة ميتا.

اقرأ أيضا

متى يُهلك الله الظالمين؟!

عواصف التغيير، والحكم الإلهية في التدبير (١)

السنن الإلهية في معركة طوفان الأقصى

من سنن النصر: “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ”

سُنَّة المداولة في معركة طوفان الأقصى

التعليقات غير متاحة