324 – مفهوم 2: نظرة الإسلام للمال
المال في الإسلام مال الله؛ أعطاه رزقًا لبعض عباده، وقدَره على بعضهم، قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا)[الإسراء:30].
فليس لمن بسط الله له الرزق الحرية المطلقة فيما آتاه الله من مال، بل عليه واجبات فيه بموجب كونه مستخلفًا فيه وليس مالكًا حقيقيًا له؛ قال تعالى: (وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِينَ فِيهِ) [الحديد:7]، وقال تعالى: (وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡ) [النور:33].
والله صاحب المال قد فرض قدرًا منه لفئات من عباده؛ يؤديه إليهم من وضع الله يده عليه؛ ولذا سمَّاه حقًا لهم كما قال تعالى: (وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ) [الإسراء:26]، وختم الله آية مصارف الزكاة بقوله: (فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ) [التوبة:60].
فالنظرية الاقتصادية في الإسلام تقوم على أنه ما دام المال مال الله فهو خاضع إذًا لكل ما يقرره الله بشأنه بوصفه المالك الأول له؛ سواء في طريقة كسبه وتملكه، أو في طريقة تنميته، أو في طريقة إنفاقه، وليس واضع اليد على المال حُرًّا في أن يفعل به ما يشاء كما تزعم الرأسمالية الفاجرة المتوحشة.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445