الروافض في كل زمان هم من أكثر أعداء أهل السنة ومحاربة لهم وذلك اما بالحرب المباشرة أو بمعاونة الكافرين في حربهم على المسلمين.

أمر الله لنا بعدم الرضا عن الفاسقين

يدور جدل هذه الأيام حول الإفراط في مدح إيران الشيعية من عدمه في الأوساط الإسلامية.. وهذا المقال تذكير بشيء من تاريخ الرافضة الأسود ضد السُّنَّة في القديم والحديث، وحاضرهم اليوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن ماثل للجميع يشهد على جرائمهم وحقدهم على السُّنَّة..

قال تعالى: ﴿يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾.

يقول شيخ الإسلام:

… فَرِضَانَا عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ لَيْسَ مِمَّا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ وَهُوَ لَا يَرْضَى عَنْهُمْ…

فَمَنْ رَضِيَ بِكُفْرِهِ وَكُفْرِ غَيْرِهِ وَفِسْقِهِ وَفِسْقِ غَيْرِهِ وَمَعَاصِيهِ وَمَعَاصِي غَيْرِهِ فَلَيْسَ هُوَ مُتَّبِعًا لِرِضَا اللَّهِ وَلَا هُوَ مُؤْمِنٌ بِاَللَّهِ. بَلْ هُوَ مُسْخِطٌ لِرَبِّهِ، وَرَبُّهُ غَضْبَانُ عَلَيْهِ لَاعِنٌ لَهُ ذَامٌّ لَهُ مُتَوَعِّدٌ لَهُ بِالْعِقَاب.

وَطَرِيقُ اللَّهِ الَّتِي يَأْمُرُ بِهَا الْمَشَايِخُ الْمُهْتَدُونَ: إنَّمَا هِيَ الْأَمْرُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَالنَّهْيُ عَنْ مَعْصِيَتِهِ. فَمَنْ أَمَرَ أَوْ اسْتَحَبَّ أَوْ مَدَحَ الرِّضَا الَّذِي يَكْرَهُهُ اللَّهُ وَيَذُمُّهُ وَيَنْهَى عَنْهُ وَيُعَاقِبُ أَصْحَابَهُ فَهُوَ عَدُوٌّ لِلَّهِ لَا وَلِيٌّ لِلَّهِ وَهُوَ يَصُدُّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ… اهـ 1[مجموع الفتاوى (10/708)].

الرافضة من اشد الناس معاونة للكفار في محاربة اهل السنة

ومعلوم أنَّ الرافضة على مدار التاريخ هم أهل الحقد والخيانات والغدر بأهل السُّنَّة، ومن ذلك ما حكاه شيخ الإسلام؛ يقول:

… وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين، ولهذا لما خرج الترك والكفار -يعني: التتار- من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين، ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين، وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين، وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم، وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم؛ فهم دائمًا يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم. اهـ 2[منهاج السنة (3/224- 225)].

ويقول -أيضًا-:

… وَقَدْ عُلِمَ أنه بِسَاحلِ الشَّامِ جبل كبير فِيهِ أُلُوف مِنَ الرافضة يَسْفِكُونَ دِمَاءَ النَّاسِ، وَيَأْخُذُوْنَ أموالهم، وَقَتَلُوا خَلقًا عَظِيْمًا، وَأَخَذُوا أموالهم، وَلَمَا انْكَسَرَ المسلمون سنة غَازَان أَخَذُوا الخَيْلَ وَالسِّلَاحِ وَالأُسَارَى، وَبَاعُوهُم لِلكُفَّارِ وَالنَّصَارَى بقُبْرُص، وَأَخَذُوا مَنْ مَرَّ بِهِم مِنْ الجُنْدِ، وَكَانُوا أَضَرَّ عَلَى الـمُسْلِمِيْنَ مِنْ جَمِيْعِ الأَعْدَاءِ، وَحَمَلَ بَعْضُ أُمَرَائِهِم رَايَةَ النَّصَارَى، وَقَالُوا لَهُ: أَيّمَا خَيْرٌ: الـمُسْلِمُوْنَ أَو النَّصَارَى؟ فَقَالَ: بَل النَّصَارَى، فَقَالُوا لَهُ: مَعَ مَنْ تُحشَرُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ فَقَالَ: مَعَ النَّصَارَى، وَسلَّمُوا إِلَيْهِم بَعْضَ بِلاَدِ الـمُسْلِمِيْنَ… اهـ 3[منهاج السنة (5/103)].

وقال الحافظ ابن كثير:

وَكَانَ الْوَزِيرُ ابْنُ الْعَلْقَمِيِّ قَبْلَ هَذِهِ الْحَادِثَةِ يَجْتَهِدُ فِي صَرْفِ الْجُيُوشِ وإسقاط اسمهم مِنَ الدِّيوَانِ، فَكَانَتِ الْعَسَاكِرُ فِي آخِرِ أَيَّامِ الْمُسْتَنْصِرِ قَرِيبًا مِنْ مِائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ، مِنْهُمْ من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فَلَمْ يَزَلْ يَجْتَهِدُ فِي تَقْلِيلِهِمْ إِلَى أَنْ لم يبق سوى عَشَرَةُ آلَافٍ، ثُمَّ كَاتَبَ التَّتَارَ وَأَطْمَعَهُمْ فِي أخذ البلاد، وسهل عليهم ذلك، وحكى لَهُمْ حَقِيقَةَ الْحَالِ، وَكَشَفَ لَهُمْ ضَعْفَ الرِّجَالِ، وَذَلِكَ كُلُّهُ طَمَعًا مِنْهُ أَنْ يُزِيلَ السُّنَّةَ بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة وَأَنْ يُقِيمَ خَلِيفَةً مَنَ الْفَاطِمِيِّينَ، وَأَنْ يُبِيدَ العلماء والمفتين، وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ، وَقَدْ رَدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ… اهـ 4[البداية والنهاية (13/235)].

مساعدة الروافض للنصارى في الاستيلاء على بيت المقدس قديماً

وقد كان هؤلاء الروافض من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديمًا على بيت المقدس؛ يقول شيخ الإسلام:

… وَلِهَذَا كَانَ الرَّافِضَةُ مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ فِي دُخُولِ التُّرْكِ الْكُفَّارِ إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ.

وَأَمَّا قِصَّةُ الْوَزِيرِ ابْنِ الْعَلْقَمِيِّ وَغَيْرِهِ، كَالنَّصِيرِ الطُّوسِيِّ مَعَ الْكُفَّارِ، وَمُمَالَأَتُهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَدْ عَرَفَهَا الْخَاصَّةُ وَالْعَامَّةُ.

وَكَذَلِكَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ بِالشَّامِ: ظَاهَرُوا الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَعَاوَنُوهُمْ مُعَاوَنَةً عَرَفَهَا النَّاسُ.

وَكَذَلِكَ لَمَّا انْكَسَرَ عَسْكَرُ الْمُسْلِمِينَ، لَمَّا قَدِمَ غَازَانُ، ظَاهَرُوا الْكُفَّارَ النَّصَارَى، وَغَيْرَهُمْ مِنْ أَعْدَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَبَاعُوهُمْ أَوْلَادَ الْمُسْلِمِينَ -بَيْعَ الْعَبِيدِ- وَأَمْوَالَهَمْ، وَحَارَبُوا الْمُسْلِمِينَ مُحَارَبَةً ظَاهِرَةً، وَحَمَلَ بَعْضُهُمْ رَايَةَ الصَّلِيبِ.

وَهُمْ كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ فِي اسْتِيلَاءِ النَّصَارَى قَدِيمًا عَلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى اسْتَنْقَذَهُ الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ. اهـ 5[منهاج السنة (4/110)].

فبعد أن كان الروافض من أعظم الأسباب التي أدَّت إلى استيلاء النصارى على بيت المقدس قديمًا، ينبغي ألا يؤمل أحد من المسلمين أن يكونوا سببًا لاستنقاذه من بين يدي اليهود اليوم، أو أن يصدِّق دعاياتهم في عدائهم لإسرائيل..

تستر الزنادقة بالروافض في كل زمان

وبهؤلاء الروافض يتستر الزنادقة في كل زمان؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

إِنَّ أَصلَ كُل فِتْنَةٍ وَبَلِيَّةٍ هُم الشِّيْعَةُ، وَمَنْ انْضَوَى إِلَيْهِمْ، وَكَثِيْرُ مِنْ السُّيُوْفِ الَّتِي فِي الإِسْلاَمِ، إِنَّمَا كَانَ مِنْ جِهَتِهِم، وَبِهِم تَسْتَرت الزّنَادقَةُ. اهـ 6[منهاج السنة (3/243)].

وقد استخدم البرتغاليون والإنجليز هؤلاء الروافض ضد الدولة العثمانية المسلمة وضد المسلمين بشكل عام، ولعب الصفويون دورًا خبيثًا في تمكين الكفرة المستعمرين من ثغور بلاد المسلمين.

إنهم مطايا لأعداء الإِسلام في كلِّ عصر ومصر، وواهم جدًّا من يُحسن الظن بهم ويعتقد بأنَّ شيعة اليوم خير من شيعة الأمس.

شيعة اليوم هم شيعة الأمس

وفي تاريخنا المعاصر أمثلة كثيرة من خيانة الرافضة سواء مليشيات إيران أو النظام النصيري في سوريا أو حزب اللات في لبنان، أو الحوثيون في اليمن، والتي تبيِّن لنا أنَّ هذه المليشيات شريكة للعدوِّ الصهيوني في جرائمه على الأمة الإسلامية عامَّة، وعلى القضية الفلسطينية بشكل أخص.

ومن شواهد ذلك:

أعلن (إسحاق رابين) رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق في تصريح نقلته أجهزة إعلامهم: إنَّ إسرائيل لا تجد سببًا يدعوها لمنع الجيش السوري من التوغل في لبنان، فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين، وتدخلنا عندئذٍ سيكون بمثابة تقديم المساعدة للفلسطينيين، ويجب علينا ألا نزعج القوات السورية أثناء قتلها للفلسطينيين، فهي تقوم بمهمة لا تخفى نتائجها الحسنة!! بالنسبة لنا. 7[وجاء دور المجوس ص (418)].

وقال (جوناتان راندال) في كتابه مأساة لبنان: وطوال سنة 1976م كانت السفن السورية والإِسرائيلية تقوم بدوريات في قطاعات مختلفة من الساحل اللبناني لمنع تزويد الفلسطينيين بأية إمدادات، وقدمت الدولتان أسلحة وذخيرة للمليشيات المسيحية. 8[مجلة المجلة، العدد (172) تاريخ: 28/مايو/1983م].

وأما عن منظمة “أمل” الشيعية والتي ولد منها حزب اللات اللبناني فسِجلُّ جرائمها بحق الفلسطينيين يندى له الجبين، ومن ذلك:

قالت وكالة (رويتر) في تقرير لها من النبطية في 1/7/1982م أنَّ القوات الصهيونية، التي احتلت البلدة سمحت لمنظمة “أمل” بأن تحتفظ بالمليشيات الخاصة التابعة لها، وبحمل جميع ما لديها من أسلحة. وصَرَّح أحد قادة مليشيا منظمة “أمل” ويدعى حسن مصطفى: أن هذه الأسلحة ستستخدم في الدفاع عنا ضد الفلسطينيين.

ذكرت صحيفة (ريبو بليكا) الإِيطالية أنَّ فلسطينيًا من المعاقين لم يكن يستطيع السير منذ سنوات رفع يديه مستغيثًا في شاتيلا أمام عناصر “أمل” طالبًا الرحمة، وكان الرد عليه قتله بالمسدسات مثل الكلاب.. وقالت الصحيفة: إنها الفظاعة بعينها.9 [الوطن، عدد (3688)، تاريخ: 27/مايو/1985م].

وتلك سيدة فلسطينية تصيح وهي تتفحص صف الجثث الطويل: “اليهود أفضل منهم”. وفتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها تنتحب وتصيح مشيرة إلى جثة منتفخة ملفوفة في بطانية خشنة تلطخها الدماء: هذا أخي.. وتشير إلى جثة أخرى: وذلك أخي الثاني.. ثم تشير إلى واحد من مسلحي “أمل” وتقول: هم فعلوها!!.. أصغر الضحايا.. طفل لم يمهله الموت سوى بضعة شهور.. جثته الصغيرة الطاهرة تكاد لا ترى من القماش الأبيض المتسخ الذي لفت فيه.. هكذا يقول الصليب الأحمر.

“لا إله إلا الله والعرب أعداء الله” شعار ردده متظاهرون من حركة “أمل” في 2/يونيو/1985م احتفالًا بيوم النصر بعد سقوط مخيم صبرا وموت الكثيرين داخله من الجوع.  10[الوطن الكويتية، تاريخ: 3/يونيو/1985م].

نشرت مجلة (الأيكونومست) في عددها الصادر في نهاية الشهر السابع من عام 1982م أنَّ 2000 مقاتل من عناصر منظمة “أمل” الشيعية انضمت إلى قوات مليشيا سعد حداد، وتوقعت المجلة أن ينضم عدد أكبر منهم إلى الحرس الوطني الذي ترعاه إسرائيل في جنوب لبنان.

أكد وزير الخارجية السويدي (بيير أوبيرت) في جنيف في 24/يونيو/1985م أنَّه نقل رسالة من رئيس حركة “أمل” نبيه بري إلى القيادة الإِسرائيلية. ونسبت (كونا) لأوبيرت قوله للصحفيين صباح 24/يونيو/1985م: إن تبادل الرسائل بين حركة أمل والقادة الإِسرائيليين جرى يوم الجمعة الماضي، إلا أنه رفض إعطاء تفاصيل أخرى.  11[الوطن الكويتية، تاريخ: 25/يونيو/1985م].

وعن المصالح المشتركة بين “أمل” وإسرائيل قالت صحيفة (الجروزاليم بوست) في عددها الصادر بتاريخ: 23/مايو/1985م: إنَّه لا ينبغي تجاهل تلاقي مصالح أمل وإسرائيل، التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان وجعلها منطقة آمنة خالية من أي هجمات ضد إسرائيل. إنَّ إسرائيل ترددت حتى الآن في تسليم أمل مهمة الحفاظ على الأمن والقانون على الحدود بين فلسطين ولبنان، وإنَّ الوقت حان لأن تعهد إسرائيل إلى أمل بهذه المهمة.

بل إنَّ هناك ثقة كبيرة من الاستخبارات الإسرائيلية بهؤلاء الروافض في تحقيق أهداف الكيان الصهيوني وحماية مصالحه، فقد نقلت وكالة الأنباء في 6/يونيو/1985م عن رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية (أهود برادك) قوله: إنه على ثقة تامة من أنَّ “أمل” ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني، وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإِسرائيلية.

ومن الجرائم التي تورط بها النظام النصيري في سوريا بقيادة الهالك حافظ الأسد مذبحة تل الزعتر والتي كانت على أعقاب اجتياح الجيش السوري للبنان، والتي انطلق فيها الصليبيون الموارنة داخل المخيم -بمباركة من إسرائيل والحزب النصيري السوري- كالوحوش الكاسرة، وراحوا يذبحون الأطفال والشيوخ، ويبقرون بطون الحوامل، ويهتكون أعراض الحرائر، وظهرت صورهم [على شاشة التلفاز في معظم بلدان العالم] وهم يشربون كؤوس الخمر احتفالًا بالنصر على الفلسطينيين المسلمين، وكانوا يعلقون صلبانهم في أعناقهم. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982م والتي ارتكبتها المليشيات الباطنية بالتعاون مع الجيش اليهودي، وحسبك في بشاعة هذه المجازر المروعة ما تحدث به أحد الشهود وهو (سلمان الخليل) المسؤول عن دفن الموتى قرب صبرا وشاتيلا.

يقول في شهادته: وقعت المجازر يوم الأربعاء، وفي المساء أخذت الجرافات تدفن الضحايا بدون صلاة ولا تكفين ولا غسيل. الدفن جماعي. ولم يعرف أحد أي شيء عن الجثث، لم يتعرف يومها أحد على جثة، كان قسم منها لونه أسود، وقسم آخر منفوخ بفعل الشمس. كان الآباء والأمهات يأتون إليَّ بصور أبنائهم وذويهم كي أتعرف عليهم لكنِّي لم أكن أفلح في ذلك.

دفنت في يوم واحد عددًا إجماليًا 113 جثة في سبعة خلجان حفرتها الجرافات، وفي إحدى المرات كان شاهدًا على الدفن السفير الفرنسي. وكان حاضرًا أيضًا الصليب الأحمر والجيش اللبناني والدفاع المدني وكشافة الرسالة والمقاصد. كان السفير الفرنسي يبكي. رأيته يبكي بعيني. كنت في حالة صعبة كالضائع أذهلني المنظر.

وعندما دخلت إلى المخيم رأيت اللحم ملزق على الحيطان. وتستطيع أن تقول كل أساليب القتل قد استخدمت: الساطور، البارودة، الرصاص، العصي، كاتم الصوت، هناك مساحة لاحظتها وهي عبارة عن 200م فيها كثافة دماء حوالي 2ملم – 3ملم مع آثار شعر وأحذية، قيل لي أنه في هذه المساحة قد تجمعت حوالي 40 جثة، نقلت جميعها قبل يوم واحد بالجرافات.

… يوم الإثنين التالي والأيام اللاحقة للمجزرة، كنت أصلي على الجنازات من الساعة الرابعة صباحاً حتى الساعة السادسة مساءً. كانوا يزودونا بكمامات تفاديًا للروائح الكريهة، ساعدتنا شركة (أوجيه لبنان) بتقديم الآليات والجرافات.

كان عمق الخليج الذي نحفره مترين ونصف المتر وطوله حوالي ثلاثين قدمًا، وكنا نضع كل خمسة جثث فوق بعضها البعض، ونرمي فوقها الكلس والتراب خوفًا من انتشار الروايح المنبعثة منها، ووضعنا أيضًا الأطراف المقطعة من الجثث. أما الأسماء فإنها كانت موجودة مع الصليب الأحمر، ولم تنشرها الصحف لأن الصليب الأحمر كان يخشى من إثارة الرأي العام.

لقد صليت وحدي على 6000 جثة، وهناك ألفا جثة دفنتها الجرافات دون أن أصلي عليها، والجثث المدفونة جماعيًا موجودة في مقبرة على مداخل شاتيلا مسورة، ومساحة المكان تبلغ ما يقارب 1500 متر مربع… لقد كان عدد الرجال أكثر من عدد النساء، وكان بين الضحايا من كان عمره 90 سنة، وما زالت صورته حتى الآن في ذهني، كانت ذقنه طويلة، ومن بين الذين دفناهم أطفال أعمارهم بين 6-7 سنوات، ونساء من مختلف الأعمار، كانوا يقتلون كل شيء يتحرك أمامهم.12 [انظر كتاب “أمل والمخيمات الفلسطينية” لمحمد بن سرور زين العابدين].

فهذا غيض من فيض من ضحايا الفلسطينيين على أيدي المليشيات الشيعية..

فمن ينظر في هذه الأمثلة وغيرها مما لم نذكره كثير، يعلم علم اليقين أنَّ هؤلاء الروافض الباطنية لا يرجى منهم خير لنصر قضايا أمة الإسلام، وأنَّه يصدق على المستنصر بهم قول الشاعر:

والمستغيث بعمرٍو عند كربته                   كالمستغيث من الرمضاء بالنار

نسأل الله أن يصلح حال المسلمين، وأن يكفيهم شر الأشرار، ويقيهم كيد الفجار، إنه سميع قريب.

الهوامش:

  1. مجموع الفتاوى (10/708).
  2. منهاج السنة (3/224- 225).
  3. منهاج السنة (5/103).
  4. البداية والنهاية (13/235).
  5. منهاج السنة (4/110).
  6. منهاج السنة (3/243).
  7. وجاء دور المجوس ص (418).[مجلة المجلة، العدد (172) تاريخ: 28/مايو/1983م.
  8. الوطن، عدد (3688)، تاريخ: 27/مايو/1985م.
  9. الوطن الكويتية، تاريخ: 3/يونيو/1985م.
  10. الوطن الكويتية، تاريخ: 25/يونيو/1985م.
  11. انظر كتاب “أمل والمخيمات الفلسطينية” لمحمد بن سرور زين العابدين.

اقرأ أيضاً:

 

التعليقات غير متاحة