من أشد أنواع الظلم من تسبب في إشاعة الفاحشة بين المؤمنين من قريب أو بعيد فإنه يبوء بإثمه وإثم من تسبب في غوايته وإفساده من غير أن ينقص من آثامهم شيئا.

الظلم الواقع بين عامة الناس في أديانهم وأعراضهم

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار»1(1) رواه مسلم في البر والصلة (2581)..

يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أبرز ما يحصل فيه الظلم بين العباد ألا وهو اعتداء بعضهم على بعض في بدن أو مال أو عرض، وما أكثر ما يحصل من هذه المظالم اليوم بين الناس، والموفق من وفقه الله عز وجل وخرج من هذه الدنيا سليم الظهر من دمائهم، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، فسلمت له حسناته، وسلم ظهره من أوزار الناس ومظالمهم، ويدخل في هذه المظالم من باب أولى: ظلم الناس في أديانهم .

أمثلة لظلم الناس في أديانهم

والأمثلة لكل نوع من هذه المظالم كثيرة ومتنوعة جدا لا يتسع المقام لذكرها ولذا نكتفي بذكر بعض الأمثلة لكل نوع لتدل على ما سواها . والله المستعان.

أ- التسبب في إضلال المسلم عن دينه بشبهة توقعه في الكفر أو البدعة أو الفسق. فكل من ساهم في ذلك بقول أو كتابة أو رأي فعليه وزر هذا الضلال ووزر ظلمه لأخيه المسلم الذي تسبب في إضلاله قال تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [ النحل: 25].

ب- التسبب في إضلال المسلم عن سلوكه وخلقه الإسلامي بشهوة تدفعه إلى الوقوع في الفواحش والمنكرات، سواء كان ذلك بالقول أو التزيين أو إبعاده عن مجالس الخير إلى مجالس السوء والفحشاء أو فتنته ببعض الصور والأفلام التي تثير الشهوة وتدفع إلى الفاحشة.

ج- الصد عن طريق الحق وتشويه صورة أهله حني ينفر الناس عنهم ويحرمون الخير الذي عندهم، ويسلمون لأهل الشر والفساد .

د- سكوت المسلم عن ما يراه من منكرات على أخيه المسلم ومداهنته ومجاملته دون نصح له وإرشاد. وأشنع من ذلك من يزين لأخيه فعله المنكر ويقره عليه.

هـ – الفرح بضلال الناس في دينهم أو أخلاقهم – ولو لم يكن لهذا الظالم دور في الإضلال – فمجرد الفرح بالشر والفساد ظلم عظيم ومرض خطير من أمراض القلوب فكيف بمن ساهم في فتح باب من أبواب الشر في أديان الناس.

أمثلة لظلم الناس في أبدانهم

أ- تعمد قتل المعصوم دمه

سواء كان ذلك مباشرة أو بطريق التسبب المقصود، أو بالإعانة أو الدلالة على قتله؛ كل ذلك من القتل العمد الذي يوقع فاعله تحت وعيد الله عز وجل إذ يقول: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء: 93]، مع ما يتعرض له من القصاص في الدنيا والآخرة.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما»2(2) البخاري في الديات (6862)..

ووقوع القتل العميد الصريح للمعصوم قد يكون قليلا لكن الذي يقع كثيرا هو القتل العمد المتأول بشبهة أو غيرها، وهذا يكثر أيام الفتن والقتال بين طوائف المسلمين أعاذنا الله من ذلك، وهذا هو الذي حذره جماعة من السلف واعتزلوا فيه الطوائف المتقاتله حذرا من قتل النفوس البريئة التي تتعلق بقاتليها يوم القيامة وعندها فأي كم من الحسنات يكفي للقصاص وإيفاء الحقوق؟!

ب- الاعتداء على نفس معصومة بضرب أو قطع عضو

أو تجويع أو حبس أو أي نوع من أنواع التعذيب الجسدي والنفسي قال صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات … الحديث»3(3) مسلم رقم (2128) في الجنة..

وقال عليه الصلاة والسلام: «من ضرب بسوط ظلما اقتص منه يوم القيامة»4(4) البخاري في الأدب المفرد (185). صحيح الجامع الصغير (6374)..

وعن هشام بن حکیم بن حزام رضي الله عنهما، أنه مر بالشام على أناس من الأنباط وقد أقيموا في الشمس، وصب على رؤوسهم الزيت ! فقال : ما هذا؟ قيل: يعذبون في الخراج، وفي رواية حبسوا في الجزية، فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا» فدخل على الأمير، فحدثه، فأمر بهم فخلوا5(5) رواه مسلم في البر والصلة (2613)..

ويدخل في ذلك : المباشر للتعذيب، والآمر به، والمعين عليه، والمشير به ، والمتسبب فيه.

وقال صلى الله عليه وسلم: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء»6(6) مسلم رقم (2582) في البر والصلة . والشاة الجلحاء: الجماء التي لا قرن لها.، فإذا كان هذا حال العجماوات فيما بينها فكيف الحال بما يقوم به اليوم طواغیت الأرض وأعوانهم من سجن وتعذيب وتشريد لصفوة عباد الله ودعاته المصلحين؟ إنه والله الظلم المبين، فما أتعس الظالمين وأشقاهم في الدينا والآخرة (يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [غافر: 52].

ج- القعود والتخاذل عن نصرة المظلوم

المعتدى عليه بقتل أو ضرب أو نحوه مع القدرة على ذلك، ففي هذا إعانة للظالم على ظلمه، وقعود عن نصرة المظلوم. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال : «تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره»7(7) البخاري. في الإكراه (6952) فتح الباري 12/323..

وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه… الحديث»8(8) البخاري : في المظالم (2442)..

(وأوجب صور النصرة ما يكون فيه دفع أذى من أمير أو ذي سلطان أو صاحب سطوة؛ لأن هؤلاء أذاهم شديد، وناصحوهم قليل، والمتملقون لهم كثير، فيضيع الحق في غمرة المجاملات والمداراة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبرأ ممن يعينهم على ظلمهم، ولا ينصرهم على أنفسهم وأهوائهم بردعهم عن الظلم، وقد جاء هذا المعنى في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنه ستكون بعدي أمراء، من صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، وليس بوارد علي الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وهو وارد علي الحوض»9(9) صحيح سنن النسائي (3923)..

وإذا كان منع ظلم الملوك بنصرة المستضعفين خلقا يتجمل به غير المسلمين، فالمسلمون به أولى وأحرى، وقد وصف عمرو بن العاص الروم بخصال استحسنها فيهم، فقال : «إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فره، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة : وأمنعهم من ظلم الملوك»10(10) عن كتاب : هذه أخلاقنا ص: 61 .. فإذا كان القعود عن نصرة المظلوم يعد ظلما وخذلانا له فكيف بمن يعين الظلمة على ظلمهم ويسعی بالوشاية لإلحاق الأذى البدني والنفسي بالمسلم المعصوم، بل كيف بمن يعين قومه على ظلمهم عصبية؛ وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردي في بئر فهو ينزع بذنبه»11(11) أبو داود (5117) موقوفا، ورواه أحمد 1/393 مرفوعا، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6575)..

د- القعود عن إنقاذ من يتعرض للهلاك كالغريق والحريق والجريح وتركه حتى يموت مع إمكانية إنقاذه.

هـ- ترويج المخدرات والخمور أو الإغراء بتناولها، ومعلوم ما في ذلك من الأضرار البدنية والعقلية.

و- التسبب في إيصال الأمراض للناس، أو حرمانهم من وسائل حفظ الصحة، أو الحيلولة بينهم وبين وسائل العلاج؛ مما قد يكون سببا في انتشار الأوبئة والأمراض.

ويلحق بذلك الذي يتطبب في الناس بجهل أو شعوذة ونحوهما مما ينشأ عنه موت المريض أو استفحال مرضه. كما يدخل في ذلك أيضا الطبيب المفرط في وسائل العلاج ووصف الدواء أو إجراء العمليات مما قد ينشأ عنه الموت أو إطالة مدة المرض.

ز- الإضرار بالمسلمين في منافعهم العامة كأماكن جلوسهم وطرقاتهم وظلهم ومياههم سواء بمنعهم منها أو إفسادها عليهم.

أمثلة لظلم الناس في أعراضهم

أ- الاستطالة باللسان عليهم

بسب أو لعن أو كلام فاحش وسخرية واستهزاء ؛ قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الحجرات: 11]، فسم الله سبحانه من يأتي هذه الأعمال بالظالمين. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده … الحديث»12(12) البخاري في الإيمان (10) من حديث ابن عمرو، ومسلم في الإيمان (41) من حديث جابر ..

وأكثر ما يقع من السب والشتم وفاحش الكلام اثناء الخصومات حيث يغيب العقل ويحضر الهوى والشيطان، وحينئد يقع الظلم والعدوان. وقد عد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا من صفات المنافقين حيث ذکر منها: «.. وإذا خاصم فجر»13(13) البخاري في الإيمان ( 34)، ومسلم في الإيمان (58)..

ب- الغيبة والنميمة

ولا يخفى ما جاء في تحريمهما من النصوص الكثيرة، كما لا تخفي آثارهما السيئة في إشاعة البغضاء والأحقاد بين المسلمين، وما فيهما من تقطيع الأرحام وتفكيك الأسر. وكل هذا من الظلم الذي يتحمله من سعى بالغيبة والنميمة بين المسلمين، واستحل أعراضهم التي حرمها الله عز وجل كحرمة الشهر الحرام في البلد الحرام، وأكثر ما يدفع إلى ذلك الحسد الذي هو من أظلم الظلم لعباد الله تعالی.

ج- الكذب على المسلمين

أو إشاعة التهم الكاذبة حولهم دون تثبت وتحر، ودون عدل وإنصاف. كما يلحق بهذا المثال من الظلم إساءة الظن بالمسلمين والتجسس عليهم ؛ قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا) [الحجرات :12].

ويدخل في الكذب على المسلم إخلاف وعده وخيانته والغدر به .

د- قذف المسلمين والمسلمات في أعراضهم بدون بينة شرعية.

ومعلوم ما في هذا الظلم من الأذى والعار للمقذوف. ولذا شدد الله عز وجل في ذلك بقوله: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: 4]. وقد عدها الرسول صلى الله عليه من السبع الموبقات. وسواء كان القذف بجريمة الزنا أو اللواط، وسواء كان القذف تصريحا أو تلميحا.

هـ- إشاعة الفاحشة بين الناس

ومن ظلم الناس في أعراضهم أيضا الإسهام في كل ما من شأنه إشاعة الفاحشة بين الناس وهتك أعراضهم، كالذي يحضر إلى بيته وأهله أجهزة الفساد واللهو والغناء التي تسهل الفاحشة وتثير الشهوة في النفوس، وكمن يسعى لإهدائها وتسهيل الحصول عليها، وكذلك من يدل الشباب على المجلات والقصص الخليعة بل ويوفرها لهم عن طريق الإهداء أو غيره ، ويدخل في ذلك من يدل غيره على أماكن الفحش والدعارة ويغريهم بالسفر إليها، وكذلك من يفسد على الناس نساءهم وبناتهم بواسطة الهاتف أو المراسلة ونحوهما.

كما يلحق بذلك من ينادي بترك الحجاب والدعوة إلى الاختلاط والخلوة بالنساء وغير ذلك مما يجرئ على هتك الأعراض ونشر الفساد . كل ذلك من ظلم الناس في أعراضهم، وكل من تسبب في إشاعة الفاحشة بين المؤمنين من قريب أو بعيد فإنه يبوء بإثمه وإثم من تسبب في غوايته وإفساده من غير أن ينقص من آثامهم شيئا؛ قال تعالى: (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) [العنكبوت : 13].

ح- ومن أشد أنواع الظلم في الأعراض الاعتداء عليها بجريمتي الزنا واللواط أو مقدماتهما وذلك لما فيهما من ظلم للنفس بالوقوع في هذه الكبيرة والفاحشة العظيمة، وما فيهما كذلك من الاعتداء على الأعراض وتدنيسها، والتسبب في إلحاق الأذى والعار، والمهانة والخزي للمعتدين عليه وعلى أهله .

ط- تبرج المرأة وإظهار زينتها للرجال يعد ظلما لنفسها وظلما لغيرها بما تقوم به من الفتنة ونشر الفساد وإشاعة الفاحشة .

الهوامش

(1) رواه مسلم في البر والصلة (2581).

(2) البخاري في الديات (6862).

(3) مسلم رقم (2128) في الجنة.

(4) البخاري في الأدب المفرد (185). صحيح الجامع الصغير (6374).

(5) رواه مسلم في البر والصلة (2613).

(6) مسلم رقم (2582) في البر والصلة . والشاة الجلحاء: الجماء التي لا قرن لها.

(7) البخاري. في الإكراه (6952) فتح الباري 12/323.

(8) البخاري : في المظالم (2442).

(9) صحيح سنن النسائي (3923).

(10) عن كتاب : هذه أخلاقنا ص: 61 .

(11) أبو داود (5117) موقوفا، ورواه أحمد 1/393 مرفوعا، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6575).

(12) البخاري في الإيمان (10) من حديث ابن عمرو، ومسلم في الإيمان (41) من حديث جابر .

(13) البخاري في الإيمان ( 34)، ومسلم في الإيمان (58).

اقرأ أيضا

الظلم: حقيقته، والتحذير منه

الظلم يوم القيامة .. دواوين ثلاثة

الظلم والظالمون: بيان واجب

 

التعليقات غير متاحة