الحمد لله رب العالمين نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد القائل: “لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خِذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة”1(1) [رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط]، أما بعد:

فما جرى من الفتوحات العظيمة في بلاد الشام التي مكن الله فيها لأوليائه وأذل وأخزى وهزم أعداءه الباطنيين القرامطة ليعد من أكبر الحوادث والآيات في هذا القرن. ظهرت فيها آثار أسماء الله الحسنى ومقتضياتها ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الشعراء:8-9]، فبعزته أهلك الكفار ومن تولاهم، وبرحمته نجى عباده المؤمنين وأورثهم ديار الطغاة والظالمين وأموالهم.

آيات من الكتاب في تفسير حقيقة ما حدث في بلاد الشام

وأكتفي في هذه الوريقات بذكر آيات من كتاب ربنا سبحانه وتعالى تنير لنا الطريق في تفسير حقيقة ما حدث مع تعليق يسير يتضمن بعض الوصايا والدروس المستوحاة منها، ففي كتاب ربنا تبيان كل شيء وفيه الموازين والمفاهيم النقية التي تعصم العبد من أن تزل به القدم أو ينحرف منه الفهم قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء:9]، وقال سبحانه ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة:15-16].

الآية الأولى: الله هو المدبر والحاكم والمالك لخلقه وأفعالهم 

قوله تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ﴾ [السجدة:5].

وقوله سبحانه: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾ [الأنعام:112].

وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ [البقرة:253].

وقوله تعالى: ﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم:4-5].

يبين الله عز وجل في هذه الآيات ومثيلاتها أنه سبحانه وتعالى هو المدبر والحاكم والمالك لخلقه وأفعالهم وأن شيئا لا يكون في ملكه من حدث صغير أو كبير إلا وقد علمه سبحانه وكتبه وأراده وأذن به قبل وقوعه وأن الخلق ليس لهم من الأمر شيء إنما هم منفذون لما أراده الله وقضاه، وبهذا الإيمان واليقين يعيش المؤمن مطمئنا إلى ربه محسنا الظن به بما يعرفه عن ربه وأسمائه وصفاته وآثارها في الخلق والأمر فإن كل ما يقدره سبحانه في ملكوت السموات والأرض له الحكمة البالغة فيه وفيه الرحمة واللطف بعباده المؤمنين ومن هذه الأحداث والأقضية ما قضاه سبحانه في بلاد الشام من الفتوحات الربانية على عباده المستضعفين، وإهلاكه للظالمين وذلك بما هيأ لهم من الأسباب الشرعية والكونية وإلقاء الرعب في قلوب أعدائه ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الشعراء:8-9]، فله سبحانه الحمد كله وله الفضل كله وهذا الفهم يثمر عند المؤمنين لا سيما من استعملهم الله في هذه الفتوحات العظيمة التواضع لله والتبرؤ من الحول والقوة ورد الفضل والتوفيق كله لله قال تعالى: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ [الانفال:17]، وقال سبحانه: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [آل عمران:126].

الآية الثانية: الفرح بانتصار المؤمنين وهزيمة الكافرين

قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم:4-5].

فإذا كان هذا الفرح في هذه الآية بانتصار الروم على الفرس فما الشأن بانتصار أولياء الله المستضعفين في الشام على أعدائه الكفرة الظالمين؟ لا شك أن الفرح يتضاعف ويتضاعف، فإن الفرح بانتصار المؤمنين وهزيمة الكافرين من علامات الإيمان وصحة العقيدة، عقيدة المعاداة في الله والمولاة فيه. وفي المقابل فإن الفرح بما يصيب المؤمنين من قرح ومكروه من علامات الكفر والنفاق، قال الله عز وجل: ﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا﴾ [آل عمران:120]، ﴿إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ﴾ [التوبة:50].

الآية الثالثة: نصر المستضعفين المضطهدين

قوله سبحانه: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يوسف:110].

ما أشد انطباق الآية على ما يجري الآن في بلاد الشام من تمكين لأولئك المستضعفين المضطهدين الذين سامهم طاغوت سوريا سوء العذاب من قتل وسجن وتهجير حتى أيس كثير من الناس من الفرج وهلاك المجرمين فسبحان من بيده نواصي الخلق، ومن له جنود السموات والأرض، صدق وعده، وأعز جنده. وفي تحقق هذه السنة وهذا الوعد الرباني عزاء لمن لا يزال في الاستضعاف والابتلاءات من الرجال والنساء والولدان بأن لا ييأسوا من نصر الله وفرجه وأن الدور آت إليهم، ولكن الحكم لله والتوقيت عند الله عز وجل بحكمته ولطفه وعزته ورحمته، وهذه الآية تذكرنا بقوله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ يَضْحَكُ مِنْ إِيَاسِ الْعِبَادِ وقُنُوطِهِمْ، وَقُرْبِ الرَّحْمَةِ مِنْهُمْ”2(2) [الطبراني في الأوسط]..

الآية الرابعة: الانهيار السريع لجنود الطاغوت

قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [الحشر:2].

وهذه الآية أيضا ما أشد انطباقها على ما فتحه الله على جنده في بلاد الشام وسرعة تساقط المدن الشامية حلب وحماة وحمص ودمشق وبقية المدن السورية والانهيار السريع لجنود الطاغوت بما قذفه الله عز وجل من الرعب في قلوبهم وفي هذا عبرة لمن قام في نصرة الدين أن لا يستهول ويستعظم قوة الأعداء فهم في قبضة الله عز وجل فإذا حقق المجاهدون أسباب النصر من الإخلاص والاتباع واجتماع الكلمة وبذل ما في وسعهم من الإعداد جاءهم نصر الله وسلط الله على أعدائه سلاح الرعب وجنود السموات والأرض ولو كانوا أكثر عددا وعدة من أوليائه.

الآية الخامسة: السنن الربانية في الفتوحات الشامية

قوله تعالى: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [آل عمران:137].

وقد ظهرت في هذه الفتوحات الشامية وبشكل جلي بعض من سنن الله عز وجل والتي خلت من قبلنا ومن هذه السنن:

  • سنة أن العاقبة للمتقين: ﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف:128].
  • سنة المدافعة: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة:251].
  • سنة الإملاء: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [آل عمران:178].
  • سنة الابتلاء: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ [آل عمران:179].

الآية السادسة: التمكين ووراثة الأرض للمستضعفين

قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ [القصص:5-6].

وقوله تعالى: ﴿وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ﴾ [إبراهيم:45]،

وقوله سبحانه: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ [الشعراء:227].

وهذا ما حل بطاغوت سوريا وما سيحل بأمثاله من الطواغيت، ولكن الله عز وجل بعلمه وحكمته ولطفه ورحمته قد جعل لكل أجل كتاب وجعل لهلاك المجرمين موعدا لا يتأخرون عنه ولا يستقدمون.

الآية السابعة: شكر الله عز وجل

قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور:55].

وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [الحج:41].

وقوله سبحانه: ﴿قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف:129].

الله أكبر ما أعظم هذه الآيات التي نذكر بها إخواننا المجاهدين في سوريا وما أنعم الله به عليهم من التمكين في الأرض فيشكروا ربهم سبحانه بتحقيق ما أراده الله منهم من هذا التمكين بأن يكون الدين كله لله بتحقيق عبوديته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحذر من طاعة الكفار والمنافقين.

الآية الثامنة: أثر الإخلاص في تحقيق نصر الله تعالى

قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء:76].

وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا﴾ [التوبة:25].

ففي هاتين الآيتين تنبيه للمجاهدين لأثر الإخلاص في تحقيق نصر الله تعالى وذلك بأن يكون القتال في سبيله وحده لا لغرض من الدنيا ولا لشهرة أو رياء أو لثناء الناس، والإخلاص شرط من شروط النصر وفي الآية الثانية تحذير من العجب بالنفس والقوة أو العدد والاتباع وأن هذا سبب للهزيمة، بل من صفات المجاهدين الصادقين التواضع لله تعالى والتبرؤ من الحول والقوة ونسبة الفضل والنصر كله لله: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [آل عمران:126].

الآية التاسعة: العداء والقتال مع الكفار عداء عقدي ديني

قوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ [البقرة:217].

وقوله تعالى: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [البروج:8].

في هاتين الآيتين بيان من الله عز وجل أن العداء والقتال مع الكفار عداء عقدي ديني مهما لبسوا ورفعوا في هذا القتال من راية اقتصادية أو سياسية أو إرهابية أو طائفية فعداء الكفار لنا عداء لأجل ديننا وتوحيدنا وقوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ﴾ يفيد الاستمرار ما دام الصراع بين الحق والباطل. والمقصود من ذكر هاتين الآيتين تنبيه المجاهدين الذين مكن الله لهم في الأرض وتحذيرهم من كيد الكفار ومكرهم، وأن يفرقوا في معاملة الكفار أفرادا وطوائف ودولا بين المدارات المحمودة والمداهنة المحرمة المذمومة. لأن الكفار من صليبين ويهود وباطنيين وملاحدة لن يقر لهم قرار وهم يرون تمكينا للإسلام والمسلمين وسيبذلون ما في وسعهم من خداع ومكر وإذا اقتضى الأمر إلى القوة في محاربة الإسلام الممكن فلن يترددوا ولكن هذا المكر لا يساوي شيئا عند مكر الله بهم ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النمل:50]، ﴿وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ﴾ [البروج:20]، وإدراك هذا العداء يحتم على أولياء الله الممكنين أن يداروا ولا يداهنوا وأن يستمعوا لنصح الله بقوله: ﴿فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [القلم:8-9].

الآية العاشرة: تبرؤ الطاغية من اتباعه ووزرائه وجنوده

قوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [الحشر:16].

وقد ظهر مفهوم هذه الآية في خذلان الكفار بعضهم لبعض عند الشدة فها هم الرافضة والروس الذين كانوا مناصرين لطاغوت سوريا بالأمس يسلمونه لمصيره المحتوم ويولونهم ظهورهم وهكذا شياطين الجن وشياطين الإنس مع أوليائهم وقد ظهر مصداق هذه الآية أيضا في تبرؤ الطاغية بشار من اتباعه ووزرائه وجنوده وإسلامه لهم وهربه بجلده وتركه لهم.

الآية الحادية عشر: الموقف من أخطاء المجاهدين

قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴾ [البقرة:217].

في هذه الآية منهج عادل حاسم في الموقف من أخطاء المجاهدين وتجاوزاتهم وذلك بأن لا يقر خطؤهم لقوله تعالى: ﴿قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾ أي أن القتال في الأشهر الحرم خطأ وكبير، ولكن لا يسمح لأعداء الدين من الكفار والمنافقين بأن يشنعوا على المجاهدين ببعض تجاوزاتهم وينسوا كفرهم وصدهم عن سبيل الله وإخراج المسلمين من ديارهم، فإن هذا الكفر والصد أكبر من خطأ المجاهدين؛ بل لا يساوي خطأ المجاهدين عنده شيئا.

الآية الثانية عشر: قل موتوا بغيظكم

قوله تعالى: ﴿قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [آل عمران:119].

لقد شرق بالفتوحات الربانية التي منَّ الله عز وجل بها على أوليائه في بلاد الشام كل الأنظمة الطاغوتية وكل كافر ومنافق ومن في قلبه مرض وأصبحوا يتنادون بإعلامهم وأحلافهم للمكر بهذه الدولة الوليدة ويشيعون عنها شائعات متهافتة لتنفير الناس منها، كقولهم بأن وراءها أمريكا واليهود، أو أنها داعشية وغير ذلك مما ينم عن غيظ وكره للإسلام وأهله، لكن فرحة الناس داخل سوريا وخارجها قد تجاوز هذه الافتراءات، ولا نقول لهم إلا ما قاله الله عز وجل عن أمثالهم: ﴿قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ﴾.

الآية الثالثة عشر: تحرير المعتقلين

قوله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾ [النساء:75].

هنيئا لكم أيها المجاهدون الأبرار الذين شرفكم الله وأعانكم على تحرير أولئك الرجال والنساء والولدان من أهوال السجون وما فيها من القتل والتعذيب والهموم والغموم والذي تولى كبره وباء بإثمه طاغوت سوريا وشاركه في هذا الظلم والآثام كل من ساعده من دول أو طوائف أو أفراد وجنود ونخص منهم الرافضة وروسيا الملحدة وحزب الشيطان وجنود الطاغوت -فالحمد لله الذي شفى صدورنا وأذهب غيظ قلوبنا- ما أعظمه من أجر! وأكبره من شرف! وها هي حناجر الملايين من المسلمين تصدح في داخل سوريا وخارجها بالدعاء لكم والتثبيت والتكبير فما أعظمه من أجر! نغبطكم عليه قال سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ﴾ [التوبة:20-21].

الآية الرابعة عشر: مراعاة فقه الموازنات

قوله تعالى: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام:108].

هذه الآية أصل في المدارات وفقه الموازنات وفقه الاستضعاف، ومناسبة هذه الآية لطوفان الشام أن لا نغفل عن هذا العلم الشريف ألا وهو فقه الموازنات ولا سيما في مثل هذا الحدث العظيم الذي أقض مضاجع أعداء الإسلام من كفار ومنافقين وهو ما رأيناه من حكمة وعقل وسياسة شرعية في تقديم الثائرين أنفسهم بأنهم قاموا لردع العدوان والظلم والفساد، وعدم التصريح وهم في بداية الثورة بهويتهم وأهدافهم. وقد نسمع من قادة ردع العدوان بعض التصريحات التي ينطلقون فيها من فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد وقد يستغربها بعض الناس، ولكن يخفى عليه الواقع الذي يعيشه المحاصرون وتربص الأعداء بهم والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.

 الآية الخامسة عشر: الحذر من المنافقين

قوله تعالى: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [المنافقون:4].

وقوله سبحانه وتعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا﴾ [النساء:71].

الحذر من المنافقين يتأكد في مثل هذه الأحوال التي ينصر الله عز وجل فيها جنده وأولياءه ويمكن لهم في الأرض، ففيها ينجم النفاق، ويكثر المنافقون من كيدهم واختراقاتهم وتخذيلهم، فهم حيث لا يألون المؤمنين خبالا وإرجافا وتفريقا ولا سيما في زماننا اليوم الذي قامت فيه مؤسسات ومراكز استخبارات جند فيها عملاء وجواسيس لكشف خطط المجاهدين ومعرفة رموزهم وتسهيل اغتيالهم وبث الفرقة بينهم. لذا نوصي إخواننا القادة في هذا الفتح العظيم أن يحذروا من أعدائهم ولا سيما اليهود والرافضة وأن لا يظهروا للناس لكيلا يعطوا العدو المتربص فرصة للاغتيال (والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين).

الآية السادسة عشر: نبذ الفرقة والتنازع 

قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال:46].

وهذه سنة من سنن الله عز وجل التي لا تتبدل فما من فشل وهزيمة في الصف المسلم إلا وكان من أعظم أسبابه الفرقة والتنازع بين أهله مصداق ذلك ما حققه الله من انتصار عظيم للمجاهدين في سوريا ببركة اجتماعهم ووحدة كلمتهم بينما قبل ذلك رأينا المصائب والتشريد والهزائم بسبب التفرق والاختلاف والاحتراب وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ [آل عمران:152].

الآية السابعة عشر: الإكثار من حمد الله والثناء عليه

قوله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر:1-3].

هذا توجيه رباني للمجاهدين ولمن يحبهم ويفرح بنصرهم إذا رأوا ما حقق الله على أيديهم من انتصارات أن يكثروا من حمدالله تعالى والثناء عليه وتسبيحه وأن يكثروا من التوبة والاستغفار من الذنوب والتجاوزات مع ما في الاستغفار بعد الطاعة من هضم للنفس وسد باب العجب والتبرؤ من الحول والقوة ونسبة النصر لله وحده.

الآية الثامنة عشر: العفو عند القدرة

قوله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران:134].

هذه صفات المتقين من عباد الله وما أحوج المجاهدين إلى التحلي بها، وهو العفو عند القدرة وقد توسطت هذه الآية الآيات التي تحدثت عن غزوة أحد في سورة آل عمران ولعل من الحكمة في ذلك التأكيد على هذا الخلق حين القدرة والانتصار وحسبنا موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش حينما تمكن منهم عام الفتح حيث قال لهم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

ولقد لمسنا وسمعنا من تصريحات قادة ردع العدوان شيئا كثيرا طيبا من هذا الخلق الراقي في إعطاء الأمان لكل الناس في سوريا ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء المسلمين أو تعذيبهم.

ولكن ينبغي حين العفو عمن كان من طائفة الطاغية أو موظفا عنده أن لا يولى وظيفة قيادية سواء في المؤسسات المدنية أو العسكرية.

الآية التاسعة عشر: ظنَّ السوء بالله عز وجل

قوله تعالى: ﴿إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال:49].

تبين لنا هذه الآية أن المنافقين وأصحاب القلوب المريضة لا يصدقون أن الله ينصر أولياءه حيث في قلوبهم ظنَّ السوء بالله عز وجل لجهلهم بربهم وأسمائه وصفاته وتغليب الأسباب والقوة المادية على قوة الله تعالى، ولذا ترى كثير منهم في صدمة مما حصل ولا يكاد يصدقه إذ كيف تنتصر فئة قليلة العدد والعتاد على جيش جرار. أما المؤمن الذي يعرف ربه بأسمائه وصفاته وقوته فإنه بهذا الوصف لا يستغرب ما حصل؛ بل يوقن به وينتظره.

الآية العشرون: إعداد القوة والأخذ بأسبابها

قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الانفال:24].

ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية عدة أقوال لمعنى ﴿لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ ومن ذلك: ما أورده عن عروة ابن الزبير في قوله: ﴿لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ أي: (لِلْحَرْبِ الَّتِي أَعَزَّكُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا بَعْدَ الذُّلِّ، وَقَوَّاكُمْ بِهَا بَعْدَ الضَّعْفِ، وَمَنَعَكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ بَعْدَ الْقَهْرِ مِنْهُمْ لَكُمْ).

هذا كلام الله عز وجل وهذه أحداث التاريخ تؤكد أن إعداد القوة والأخذ بأسبابها والجهاد في سبيل الله هو سبيل العزة ورفع الذل والمهانة وما سوى ذلك من الشجب والتنديد والشكوى إلى غير الله تعالى كمجلس الأمن وهيئة الأمم كل ذلك لا يجدي، وما جنت منه الأمة إلا مزيدا من التسلط والاحتلال للديار. وآخر هذه التجارب طوفان الشام ورد العدوان حيث رأينا أثره في تحرير الديار ورفع الظلم وتحرير السجناء المعذبين وعودة الناس إلى بيوتهم وديارهم وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: “إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ”3(3) [رواه أحمد وأبو داود]، فالواجب اليوم على الأمة وقد احتلت ديارها من الكفرة المرتدين أن يقيموا علم الجهاد فإن لم يك عندهم القدرة فيجب عليهم الإعداد لذلك والأخذ بالأسباب الشرعية والمادية.

الآية الحادية والعشرون: التثبت من الأقوال والأفعال

قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء:36].

والمقصود من ذكر هذه الآية بيان التثبت من الأقوال والأفعال وما يسمع ويرى في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من الشائعات بحيث لا ينقل الإنسان إلا ما كان ثابتا حتى لا يحمل الإثم، أو يكون سببا في إشاعة أمر قد يكون فيه إرجاف بالمؤمنين، أو مفاسد أخرى. وأن يكون العدل والإنصاف رائده وليس الهوى والتحزب قال تعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) وقال سبحانه: (وأقسطوا إن الله يحب المقسطين).

ختاما:

نسأل الله عز وجل أن يعظم أجر إخواننا الذين بذلوا الجهد في التمكين للدين والانتصار للمظلومين في سوريا وأن يثبتهم على الحق وأن يكفيهم مكر وشر الأعداء المتربصين بهم وأن يؤلف بين قلوبهم ويوحد صفوفهم وأن يجزيهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء والحمد لله رب العالمين.

الهوامش

(1) [رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط].

(2) [الطبراني في الأوسط].

(3) [رواه أحمد وأبو داود].

اقرأ أيضا

وأعِدُّوا

القوة سِرُّ عز الأمة

ذروة سنام الإسلام والإعداد له

الأمة الإسلامية بين أسباب السقوط وعوامل النهوض

التعليقات غير متاحة