في حال نابت أنظمة منتسبة إلى الإسلام عن الصهاينة والصليبيين في قتال المقاومة فإن حكمهم يصير كحكمهم؛ فإن قتال المقاومة لأعدائها بغية إجهاض مشروع احتلال غزة وإفشال الحملة الصهيوصليبية تنسحب أحكامه على قتال نواب الصهاينة والصليبيين من الأنظمة العربية.

وإذا كانت مقاومة الصهاينة والصلبيين واجبة على المسلمين ممثلين في المقاومة السنية المباركة فإن مقاومة أعوانهم وأحذيتهم ونوابهم من الأنظمة العربية أوجب وأحسن مآلا وأعظم أجرا.

لقد بات واضحا أن الخطر الأعظم الذي يهدد غزة والقضية الفلسطينية برمتها ليس ترامب ولا نتانياهو بل أنظمة الطوق والأنظمة العربية التابعة للبيت الأبيض عموما.

وقد تنبه لفيف من السياسيين المؤيدين للمقاومة ومنهم منظمو حملة ” إسناد ” إلى خطورة خطة الجامعة العربية التي ملخصها:

▪️إدارة مصرية عسكرية وأمنية لقطاع غزة بتمويل خليجي، مع سلطة مدنية فلسطينية تتبع إداريًا لمصر وليس للسلطة الفلسطينية.

▪️تفكيك المقاومة تدريجيًا مقابل إعادة إعمار تشرف عليه مصر، وفق معايير هندسية تمنع تجدد المقاومة، كما حدث في الضفة الغربية بعد انتفاضة 2000.

▪️تمويل خليجي ضخم تتولى الحكومة المصرية إدارته عبر شركات تابعة للمخابرات، مما يضمن لها مكاسب اقتصادية ضخمة.

▪️فتح المعابر وتوفير الخدمات، لكن بشروط، أبرزها: “السلاح مقابل الإعمار”، بحيث يتم نزع سلاح المقاومة لضمان استمرار إعادة البناء.

هذه الخطة الشيطانية يحاول النظام المصري والأنظمة العربية التي توافقه تسويقها على أساس أنها موقف بطولي يحمي غزة من الحملة الصليبية الصهيونية ولكن لا يخفى على من يعرف حقيقة هذه الأنظمة العميلة أنها أعظم إضرارا بالإسلام والمسلمين من الصليبية والصهيونية. وفي سبيل تنفيذها سيضغطون على حماس لقبولها فإذا أبت واستعصت ظهرت في أعين الذين لا يعقلون معرقلة لمصلحة الفلسطينيين.

إن الثمرة الخبيثة التي تجنى من هذه الخطة هي أن المقاومة ستجد نفسها في مواجهة الأنظمة العربية والقطيع المخدوع الساذج الذي سيرفع عقيرته قائلا: عوض أن تقاوموا الصهاينة والصليبيين قاومتم الأنظمة العربية.

وبهذا سيطوى ملف مشروع الدولة الفلسطينية ويجهض بيد المقاومة المضادة من الأنظمة العربية. وإن حدث لا قدر الله أن سلمت المقاومة سلاحها فإن سيناريو 1948م سيتكرر، فقد سجل التاريخ أن أول عمل عملته الجيوش العربية التي دخلت بقيادة بريطانية لتسليم فلسطين هو جمع أسلحة الشعب الفلسطيني المقاوم بما كان يعرف بِ جيش الانقاذ وقالوا لهم نحن نحارب عنكم..أنتم مقاومة ونحن جيوش..ارتاحوا ولا تقلقوا..

وقالوا للشعب الفلسطيني: اخرجوا للدول المجاورة حتى لا يقتلكم الصهاينة. فصدقوهم وخرجوا تحت ضغط وتآمر الجيوش العربية في حينها الذين زينوا لهم الخروج وزعموا أنهم يسعون لتحقيق مصالحهم. وقالوا لا تقلقوا سنعيدكم بعد أسابيع. فلا عاد من خرج بوعود العرب ولا أعاد العرب ما سلموه للصهاينة من فلسطين.

وبعدها أنشأت بريطانيا الجامعة العربية للعرب ليوقعوا على التنازل الرسمي عما سلموه من فلسطين وليقروا باحتلال الصهاينة له.

إن ما عجز عنه الصهاينة خلال 471 يوما يحاول رباعي الخيانة والعمالة تحقيقه من خلال خطة عربية شيطانية. فإن أعظم ورقة تملكها المقاومة هي المقاومة نفسها بما بذلته من تضحيات دخلت بها التاريخ من أشرف أبوابه وليس ضياع كل ذلك بأهون من ضياع المسجد الأقصى.

والخلاصة أن تنفيذ أي خطة لاستئصال المقاومة وإعادة بناء طريقة تفكير الغزاويين وإعادة برمجة ولائهم هو خطة أمريكية صهيونية ولكن استعملت تحت غطاء الجامعة العربية فصارت الأنظمة المشاركة في تنفيذها كالصهاينة والصليبيين بل أعظم ضررا. وكل نظام امتنع عن المشاركة في هذه الخطة الشيطانية فإن ذلك مما سيحسب له وستذكره له الأجيال.
سنسوق هنا الذرائع التي يمكن أن تشوش على الناس في هذه الحرب ونناقشها بإخضاعها للميزان الشرعي والميزان الواقعي وبالله تعالى نتأيد:

التعليقات غير متاحة