يبحث المسلم عن عزمةٍ وبداية، ويبحث عن دَفعة ينطلق بها الى الأفق الذي يرجو أن يستقر عليه ويستوي، وهل مثل أيام الصيام والقيام والقرآن لتبدأ بداية جديدة لعلها تدوم فتوصلك الى ربك في سفرك البعيد..؟

البحث عن بداية

في بداية أيام رمضان ولياليه نذكّر المسلمين جميعا، أن المسلم لن يجد شيئا أفضل من تجديد البدايات.. لا أقصد بهذا التوبة فقط، بل التوبة جزء منه..

ما دامت الحياة مستمرة فإنه ليس من شيء أنفع من محاولة أن تعيد رؤية موقعك بين الدنيا والآخرة، وأن تحدد طريقك ومأخذك، وتقصيرك وعيبك، وسقطاتك المتكررة.. فإنك في سفر دائم غير منقطع.

ليس من شيء أنفع من أن تحدد الأفق الذي تريد أن تصل إليه، وأن تُعيد جمع عزمك عليه، وتلمّ ما فرط منك من عزم مهدر وإرادة مشتتة وقوى ضائعة أو معطلة، وأن تراجع سبب التأخر، وتفرُّق العزم، والتراخي عن الطريق..

فرصة فانتهزها، وحدد صورتك

هناك فرصة أن تحدد من أنت، وماذا تريد، وما الطريقة التي تريد أن تحيا بها، بل وما الصورة التي تريد أن تكون عليها إذ للإنسان صورتان: صورة ظاهرة لا حيلة له فيها، وصورة باطنة وهي خُلقه وشخصيته، وهذه يمكن أن تعيد تكوينها وصياغتها.. بل يجب ذلك.

للمؤمن أُفق، لدنياه وأخراه.. ولا أنفع له من زمن يعود اليه فيقف ليراجع ما كان وما تبقى له وما يمكن أن يكون عليه بل وما يجب أن يكون عليه..

من العار أن تبقى حاملا لنفس العيوب على مدار السنين، هي هي، بنفس قبحها وآفاتها، ومن العار الأشد أن تبقى تُؤتَى من نفس العيوب ويدخل عليك الشيطان من نفس الأبواب ويسرق منك نفس السرقات وأنت في حال استسلام ثم تنتظر القيامة لتندم؟! هذا ضعف عجيب وتفريط لا مبرر له.

إعادة صياغة

أعِد صياغة نفسك.. كن ما تريد أن تكون عليه، إلْمس الأفق الذي كان يراود حلمك..

لا تترك نفسك لصدفة عابرة ولا تحلم بموقف طاريء أو بتغيير سحري؛ فإن التوكل على الله أعظم من كل قوة تتصورها أو خيال ترنو اليه..

الفرق يكمن في الإرادة

إِعلم أنك لن تبيت ليلة فتصبح شخصا صالحا تنمحي عنك العيوب وتتحلى بالفضائل وترتفع الى الأفق الذي تريد..! بل هو قرار تأخذه هنا ويرسو بك في الجنة، أو تتراجع فيكون غير ذلك..!!

من سبق الى الجنة والمعالي لم يكن عنده شيء لا تملكه، بل عنده نفس بشريتك وضعفك، وآمالك وآلامك.. كان نفس الإنسان، وافترقتما في القرار والإرادة..

ولهذا فثمة فرصة جديدة سانحة اليوم؛ فجدِّد بداية أمرك وطريقك وسلوكك، ولعل الله تعالى أن يحسب لك عملك وأجرك بأحسن مستوى وصلت اليه ﴿لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الزمر:35).. وهذا خير عظيم.

[اقرأ المزيد: بداية الطريق]

خير صاحب ومستصحَب

الاستغفار والتوبة خير صاحب ومستصحب في أول الطريق وخلاله وآخره.

فمن أنفع ما يستصحبه المسلم في بداية رمضان وخلاله ونهايته، وما يستصحبه في أول عمره وخلاله وآخره، ومن أعظم نعم الله تعالى على العبد أن يتوب إلى ربه تعالى، ويبدأ بالتوبة، ويكرر التوبة ويصبح أوّابا منيبا رجّاعا إلى الله تعالى..

قبائح لا نخلو منها

لا يخلو العبد من الذنوب، ولا من عيوب النفوس، وقبح الفِعال، والتقصير في الحقوق، وتعدي الحدود، والتفريط في الواجبات، وعدم إحصاء ما يجب أن يقوم به، وعدم إكمال وإتمام ما وجب عليه.

لا يخلو الإنسان من نسيان، وغفلة، وحظ نفس ووسوسة شيطان، وغضبٍ للنفس، وسخط وأحقاد، وعيوب وشهوة تعمي، وقلق في غير محله، وتحقير كبير وتعظيم حقير.. إنها النفس.

وقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يدعو بكلمتين ينفعانه فأمره أن يقول «اللهم ألهِمني رُشْدي وقِني شر نفسي». (1قال الترمذي: «هذا حديث غريب وقد روي هذا الحديث عن عمران بن حصين من غير هذا الوجه»)

وعلّم النبي صلى الله عليه وسلم الصديق الأكبر، أبا بكر رضي الله عنه، أن يدعو إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه بهذا الدعاء «اللهم عالمَ الغيب والشَّهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف عـلى نفسي سـوءًا أو أجُـرّه إلى مسلم». (2رواه ابو داوود والترمذي).

وكان أبو بكر يقول «وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان» ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وذلك لأن الشيطان يوسوس والنفس تقبل ما يلقيه فيها من الوسوسة، فقد قال ما نصه:

“وإن كان خطأ فالشيطان وسوس به والنفس أرادته ووسوست به”. (3مجموع الفتاوى (15/ 97))

وقد قال تعالى: ﴿مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ، وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾ (النساء:79) يعني بسببك، أما الخير فالله تعالى سببه ومبدؤه ومتمُه تعالى.

فمن خذله الله تعالى ووكله إلى نفسه كان الشر، وكانت الذنوب.

أصل الشرور في العالَم

والذنوب هي أصل الشرور في العالم، ومبدأ الذنوب هي النفوس، فمن وُقي شر نفسه وقي الشر كله، فإن الذنوب تُهلك وتمنع الرزق والخير والهدى، وتوجب الخذلان والهزيمة والفقر، بل وهلاك الأمم، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ﴾ (الأنعام:6).

كما أن الذنوب هي التي تحول بين القلب وربِّه.

ولذا كانت التوبة خير صاحب وخير مستصحب إلى لقاء الله تعالى.. فكان صلى الله عليه وسلم يعُدّ له أصحابه في المجلس الواحد أكثر من مائة مرة يقول «رب اغفر لي وتب عليّ، إنك أنت التواب الغفور». (4رواه أحمد والترمذي)

وكان جزاء أصحاب محمد مع نبيهم صلى الله عليه وسلم بعد غزوة العسرة ﴿لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ..﴾ (التوبة:177) الآية.

وكانت خاتمة حياة رسول الله r ﴿إِذَا جَـاء نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَـدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾.

بل وكانت خاتمة الخلق وغاية المؤمنين التوبة ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا، لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (الأحزاب:72-73).

[اقرأ أيضا: فوائد مستنبطة من سورة التكاثر]

لطلب المغفرة طريق

ليطلب الصائم ـ والسائر إلى ربه ـ المغفرة والتوبة، ولِيستصحبها يجب أن يعرف سياق هذه المغفرة في طبيعة هذا الدين الرباني..

إن سياق طلب المغفرة من الله تعالى والتوبة إليه ليس سياق تعبد في محراب منعزلا! إنه سياق مواجهة وحركة ضد الباطل لإقرار الحق وإعلائه وتحمل الصعاب والمشاق في سبيل ذلك.

يطلب المؤمنون المغفرة في مثل هذا السياق ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة:286).

فمع طلب الرحمة والمغفرة، تضرعوا إلى الله تعالى بولايتهم له، وختموا دعاءهم بطلب النصر على الكافرين، مع أنه لم يُذكر في السياق كفار ولا جهاد في موقف معين، لكن مع طلب المغفرة والرحمة والعفو كان إعلان محبتهم له تعالى فطلبوا النصر إعلانا أنهم في جهاد مستمر لا ينقطع في محْو مسخوطات المحبوب وإقرار محابه تعالى، وهذا من لوازم ولايتهم له ﴿أَنْتَ مَوْلَانَا﴾.

جهاد ومحراب

هذا الجهاد هو من طبيعة هذا الدين ولوازمه، وهم يحتاجون فيه إلى النصر، وهو لا يتحقق إلا بالرحمة والمغفرة والعفو، فإنه لو وقع خذلان وهزيمة فمنبعها وسببها الذنوب المانعة من النصر.. هذا سياق دعاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فمن تصور محرابا بلا مواجهة للباطل فليس هذا هو شأن دين محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي موطن آخر يبين تعالى كيف تُرجى رحمته ومغفرته؛ فيقول تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (البقرة:218)، فحدد تعالى سبيل رجاء رحمته، وأخبر أن أولئك المهاجرين والمجاهدين هم الذين ينتظرونها ويسعون إليها، وأخبر أن الرحمة تنتظرهم، كما في خاتمة الآية..

فمن سلك غير هذا السبيل وأراد إسلاما آخر وطبيعة أخرى فهل يجد ما أراد؟ ليس للعبد أن يشترط على ربه أو يحدد الطريق، بل لله تعالى تحديد معالم الطريق..

في موطن ثالث يطلب المؤمنون من ربهم تعالى المغفرة وتكفير السيئات وإنجاز ما وعدهم على ألسنة رسله وعلى متابعتهم لهم: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ، رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ (آل عمران:193-194)؛ هذا دعاؤهم، فانظر سياق المغفرة الذي يحدده لهم ربهم سبحانه..

﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾ (آل عمران:195).

فإنهم لما تقربوا إلى الله تعالى باستجابتهم لداعي الله تعالى، وتضرعوا لربهم تعالى أن يغفر لهم الذنوب ويكفر عنهم السيئات، اشترط الله تعالى لاستجابة دعائهم «الجهاد، والهجرة، والقتال في سبيله، والصبر على ما يصيبهم في هذا السبيل».

ليس ظرفا آنيا

إن هذه الشروط ليست ظرفا آنيا أو ملابسات خاصة بل هي طبيعة هذا الدين وطبيعة حركته في الأرض ليحمل الخير للناس، ويزيح الشر المدجج والمتترس والمحتمي بقوة مادية ليمنعهم من رؤية الخير.

وعندما طلب السحرة ـ الذين آمنوا مع موسى ـ المغفرة، طلبوها بالصبر على القتل والصلب، ورأوا أن هذا أمام ما طلبوا من غفران جرائمهم قليل!! وهذا هو موقفهم عندما هددهم عدو الله: ﴿قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ، قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ، إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الشعراء:49-51).

هل تريد المزيد؟ اقرأ كتاب الله تعالى.. سترى هذا المعنى مطّردا ومتواترا.

طبيعة هذا الدين

إن التضحية من أجل هذا الدين وصراع الباطل ومجاهدته ومغالبته ليس ظرفا آنيا.. إنه طبيعة دين، وطبيعة الطريق، وسبيل نيل ما عند الله تعالى.

فمن تصور دينا لا ينصره ولا يضحي من أجله، فليس هو هذا الدين، ومن تصور طريقا ليس فيه أن يبذل لله تعالى، ثقة فيه وتوكلا عليه وإيثارا له ولمرضاته ولِما عنده، فليس هذا ما جاء به القرآن.. ومن أراد الاستيقان فليقرأ القرآن مرة ثانية.. ليس تراتيلَ ولا أمانيّ بل ليفقه ما جاء به وليعيَ ما خاطبه ربه..

إن للمغفرة والرحمة وسكنى الغرف العالية في جنات عدن عند رب العالمين، لهذا سبيل، الله تعالى هو الذي يحددها ويحدد معالمها، وليس العبيد.

فاللهم انصر المجاهدين، والصامدين، والمرابطين، والمتربصين، ومقاومي الباطل، ورافضي الظلم، والساعين لنصرة دينك في كل مكان، واجعلنا منهم.

……………………………………………………….

  1. قال الترمذي: «هذا حديث غريب وقد روي هذا الحديث عن عمران بن حصين من غير هذا الوجه».
  2. رواه ابو داوود والترمذي.
  3. مجموع الفتاوى (15/ 97).
  4. رواه أحمد والترمذي.

اقرأ أيضا:

  1. هذه وصيتي إليكم
  2. بداية الطريق
  3. فوائد مستنبطة من سورة التكاثر

التعليقات غير متاحة