يصرح ساسة الغرب أحيانا بحقيقة دوافع مواقفهم، وأن الدين دافع أساس، ووراءه من التاريخ والهوية ما يوضح صدق ما أخبر الله، بعكش ما يتشكك المنافقون والمرتابون.

الخبر

عقب تصريحات “ترامب” باعترافه بسيادة “الكيان الصهيوني” على “الجولان” المحتل أدلى وزير خارجية أمريكا “مايك بومبيو” بتصريحات توضح ابعاد هذه التصريحات ودوافعها.

جاء على موقع “عربي 21” الجمعة 22/3/2019، تحت عنوان: “بومبيو: (الرب استخدم ترامب للدفاع عن إسرائيل.. مثل “إيستر”)

“قال وزير الخارجية الأمريكي، “مايك بومبيو”، لشبكة “CBN News”: “من المحتمل في اعتقادي أن الله استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمساعدة في الدفاع عن دولة إسرائيل اليهودية”.

وسأل المقدم في “CBN News” بومبيو إذا ما كان يعتقد أن ترامب يمكن أن يكون مثل الملكة “ايستر”، وهي شخصية في قصص الكتاب المقدس العبرية والمسيحية، يقال إنها أحبطت خطة لإبادة الشعب اليهودي.

وقال بومبيو: “كمسيحي، أعتقد أن هذا ممكن”.

وأضاف: “لرؤية التاريخ الرائع للإيمان في هذا المكان “القدس”، والعمل الذي قامت به إدارتنا، للتأكد من بقاء هذه الديمقراطية في الشرق الأوسط، وبقاء الدولة اليهودية، أنا واثق من أن الرب يعمل هنا””. (1موقع “عربي 21” الجمعة 22/3/2019، على الرابط: (بومبيو: الرب استخدم ترامب للدفاع عن إسرائيل.. مثل “إيستر”))

التعليق

كم من مرتاب يحلو له أن يتنطع قائلا أن ما أنزل الله تعالى من خبرٍ عن حقيقة دواقع الكافرين وموقفهم من الإسلام وأهله، وأن دافعهم العقدي هو المحرّك لهم من وراء المواقف.. يحلو لهؤلاء أن يقولوا أن هذه الآيات نزلت في ظروف “آنية” او خاصةٍ وفي أقوام بأعيانهم، وفي مناسبات انقضت فانقضت معها الدلالة “الخاصة” لهذه الآيات..! وأن علينا أن نستأنف علاقات مع الغرب الصليبي والصهاينة والملاحدة والوثنيين لا نستحضر معها دلالة هذه الايات الكريمة، سواء في السياسة أو في الإجتماع، أو في الأفكار والفنون والآداب، أو في القوانين؛ فلا نستحضر حقيقة دوافعهم ولا الدلالات التاريخية ولا دلالة الواقع المشاهَد كل لحظة ندفع ثمنه من أرواحنا ودمائنا ومقدراتنا.

وكل هذا تماهيا مع الشعارات لمكذوبة والطنانة عن “المجتمع الدولي” “والشرعية الدولية” و”الحضارة المعاصرة”.

ويؤلمك أكثر أن هذا يصدر عن بعض من ينتسب للعمل الإسلامي لإعادة الأمة الى أصولها وعزتها…!!

وهو نزع للآيات عن عموم دلالالتها، وتكذيب لمقتضاها المباشر.

وهو أيضا تكذيب للتاريخ الذي توالى، وتوالت أحداثه؛ تُظهر هذه الحقائق التي لمسها المسلمون صراعا مريرا دفعوه من دمائهم ومعاناتهم ومآسٍ يطول وصفها ووقائع تقشعر لها الأبدان، بينما هم يحملون للعالم الخير في عقيدةٍ تربطهم بالله ومنهاج قويم.

في تصريحات “بومبيو” ترى آيات الله المتلوة مشاهَدةً وملموسةً في مواقف.. ترى قول ربك ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ (الممتحنة: 2)، ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا..﴾ (البقرة: 217) ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (النساء: 101) ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (آل عمران: 118)

بل وما قرره تعالى من تلاقي العقائد المختلفة على الآسلام، وهو إعجاز في الأخبار المستقبلية ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (المجادلة: 14). فإن هذا الموقف لم يزل من قبل ولا يزال الى اليوم.

لن نأخذ مقررات عقائدنا من أفواههم؛ فعقيدة المسلم يتلقاها من مصادرها الربانية، وإنما نرى فيهم تطبيقها ومصداقها..

كما نراها فرصة لتوعية الأمة ولفت أنظارها لتعي هويتها ودور عقيدتها في الحياة، ولتُسقط الشعارات الكاذبة والتلوّن المخادع والخفي خلف “القوميات” و”المصالح” و”الشرعية الدولية”.. ومختلف الأكاذيب الخادعة.

فإن عادت أمتنا للحياة فستحتفي بهم الحياة.

………………….

هوامش:

  1. موقع “عربي 21” الجمعة 22/3/2019، على الرابط: (بومبيو: الرب استخدم ترامب للدفاع عن إسرائيل.. مثل “إيستر”)

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة