يبدو المسلمون كالجسد الواهن؛ أيما مصدر ضعيف للأذى يؤثر فيهم ويوهن قواهم ويلحق بهم ضررا عظيما. ومع التخوف من الرافضة والصهاينة، يجب الحذر أيضا من الطواغيت القابعين في “عُمان”.

الخبر

“استقبل “النصيري” بشار الأسد، وزير الخارجية العُماني، يوسف بن علوي، الأحد، في العاصمة السورية دمشق، ناقشا التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، بما في ذلك “محاولات طمس الحقوق العربية التاريخية في ظل الأزمات والظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة حاليا”، وفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا).

وناقش الرئيس السوري ووزير الخارجية العُماني التحديات السياسية والاقتصادية وسبل التصدي لها..!

والتقى بن علوي بنظيره السوري، وليد المعلم، واتفقا على أهمية التعاون التنسيق والتشاور الدائم بهدف الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

ونقل “بن علوي” خلال اللقاء تحيات السلطان “قابوس بن سعيد”.

وكان “بن علَوي” زار دمشق في أكتوبر/تشرين الأول (2015)، وهو الوزير الخليجي الوحيد الذي زار سوريا في السنوات الثماني الأخيرة.
يشار إلى أن سلطنة عمان لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع دمشق خلافا لبقية الدول الخليجية التي قاطعت نظام الأسد وكانت تطالب برحيله عن السلطة”. (1موقع CNN العربية، 7/7/2019، على الرابط:
ما القضايا التي طرحها بشار الأسد مع وزير الخارجية العُماني في دمشق؟
موقع الجزيرة الإخبارية، 7/7/2019، على الرابط:
الزيارة الثانية.. الأسد يستقبل وزير الخارجية العماني بدمشق
)

التعليق

هذا التحرك الإجرامي، الذي تلا تحركات إجرامية لغيره قبلها، يراه بعض المغرضين أو الجُهال أنه “اتزان” و”توازن” و”حكمة”..! وغيرها من الألقاب التي يضفيها المنافقون على أفعالهم ﴿إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا﴾ (النساء: 62)؛ بينما هو جريمة تتمثل في عدم البراءة من هؤلاء المجرمين الطغاة.

ومع الاختلاف العقدي بينهم وبين صفوية إيران فإنهم يتقاربون معهم تقاربا واضحا يتمثل في علاقتهم التي تحمل الكثير من الاستفهام، والأدهى من ذلك أنهم يتقاربون مع غلاة الرافضة من النصيرية العلويين الذين يؤلّهون عليا ـ رضي الله عنه ـ ويبدّلون الأحكام ويخالفون الملة اعتقادا وقبلة وأحكاما..!

إن الخلل العقدي أصاب الجميع سواء العلمانيين المنتسبين زورا للسنة، أو الرافضة باختلاف أصنافهم، أو العلمانيين من المنتسبين الى الإباضية في عمان، وإن الفساد كذلك أصاب الجميع.

والتاريخ يدين هؤلاء الطواغيت إدانة خاصة؛ فحكام “عُمان” هم أول من استدعى الصليبيين الإنجليز من الهند ليحتلّوا سواحل عمان في جنوب شرق الجزيرة العربية في أول مرة تصل فيها قوات صليبية الى الجزيرة، وحديثا هم من ساند طاغية مصر في أول خطوة تطبيع مع الكيان الصهيوني واعتراف بشرعيته، وهم من استقبل رئيس الوزراء الصهيوني “نتنياهو” في زيارة رسمية، ثم تدحرج وزير خارجية عمان في أسفل جراج ليلتقي أيضا “نتنياهو” في قمة “زيورخ” الماضية.

وحاليا يراوحون اللعب مع الجميع؛ فهم متحالفون مع إيران الرافضة يتوسطون لهم ويتآمرون معهم، وهم يتقاربون مع العلويين النصيرية..! وهم يتقاربون مع الصهاينة بوضوح، ومن نافلة القول تعاملهم وانبطاحهم مع الغرب الصليبي بأطيافه.

في حالة المسلمين هذه يجب الانتباه والحذر من مختلف المعسكرات وأرباب العقائد ومن سرى اليهم الفساد وبدت منهم العمالة والذين ينتهزون الضعف العام للمسلمين ليقتنصوا من الأمة هذه غفلة. وقد حذّر العقلاء والسياسيون من أهل السنة المخلصين من الدور الخبيث المتبوع بعلامات استفهام كثيرة لطواغيت عمان وأنهم ليسوا محلا لثقة الأمة، وأنهم ـ مع عملهم الهاديء ـ امتداد لخطر الرفضة، والآن أصبحوا امتداد لخطر العلويين النصيرية، والصهاينة، والغرب من وراء ذلك.

يبدو المسلمون كالجسد الواهن؛ أيما مصدر ضعيف للأذى يؤثر فيهم ويوهن قواهم ويلحق بهم ضررا عظيما. ومع التخوف من الرافضة والصهاينة، يجب الحذر أيضا ممن يمالئهم ويرى فيهم قوى يلجأ اليها ويخالف اتجاه الأمة.

وهذا لا ينفي أن يكون عند الأمة من الاعتدال وترتيب العداءات والحكمة في التعامل مع مختلف القوى والمعسكرات؛ فمعرفة العداءات والمخاطر شيء وترتيب التعامل شيء آخر.

إن ربنا تعالى محيط بكل كيد ومكر، وعلى أهل السنة أن يكونوا جندا لهذا الدين، يقمع الله بهم الشر؛ فيكونون ستارا للقدرة يُجري الله على أيديهم قدره النافذ، ويقبضون الأجر من ربهم تعالى، كرما منه وتفضلا.

………………………………..

هوامش:

  1. موقع CNN العربية، 7/7/2019 ، على الرابط:
    ما القضايا التي طرحها بشار الأسد مع وزير الخارجية العُماني في دمشق؟
    موقع الجزيرة الإخبارية، 7/7/2019، على الرابط:
    الزيارة الثانية.. الأسد يستقبل وزير الخارجية العماني بدمشق

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة