عندما يخفق من يتصدر لمواجهة المشروع الإيراني، بينما ينجح أذناب إيران وحملة مشاريعها، يجب النظر في أسباب ذلك ودلالاته. فالألم يطال أمة بأكملها.

الخبر

هو الرضوخ أمام الحوثيين وفشل إدارة الحرب وقيادتها، وتقافز الحوثيين بين عواصم العالم يملؤون سمع العالم وبصره تحت إخفاق الأمة في مواجهتهم، لتصدّر من لا يُحسن ومن يحمل أجندة بعيدة عن الأمة. في مأساة جديدة تتحملها الأمة ويتحملها أهل اليمن، وتفرك إيران فيها أيديها فرحا، وهي تنتصر وتحرك ذيولها العابثة المفسدة.

1)  عن اعتراف العالَم بهم

جاء على موقع “الجزيرة” بعنوان: “بعد اتفاق تبادل الأسرى باليمن.. المبعوث الأممي يرافق وفد الحوثيين لمفاوضات السويد”

“غادر وفد جماعة الحوثي مطار صنعاء برفقة المبعوث الدولي إلى اليمن “مارتن غريفيث” متوجها إلى العاصمة السويدية ستوكهولم للمشاركة في المشاورات السياسية اليمنية المزمع عقدها هناك.

وجاءت هذه التطورات بعد توقيع اتفاق بين التحالف السعودي الإماراتي والحوثيين يقضي بتبادل الأسرى والمحتجزين برعاية الأمم المتحدة، وقالت مصادر للجزيرة إن الاتفاق يقضي بتبادل كل أسير أو معتقل أو محتجز على ذمة الأحداث الأخيرة.

وقالت مصادر ملاحية في مطار صنعاء إن طائرة كويتية تقل المبعوث الأممي وسفيري الكويت والسويد في اليمن ووفد الحوثيين التفاوضي غادرت متوجهة إلى ستوكهولم تمهيدا لبدء المشاورات اليمنية”. (1)

وجاء عن أثر تمدد الحوثيين

“وسيكون ذلك بمثابة أساس لهدنة أشمل تتضمن وقف ضربات التحالف السعودي الإماراتي لغاراته الجوية التي أودت بحياة آلاف المدنيين بالإضافة إلى وقف الهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون على المدن السعودية”. (2)

وجاء تحت عنوان “تبادل الأسرى” بما يشي بتكافؤ المواجهة..!

“يأتي ذلك بعدما وقعت الحكومة اليمنية اتفاقا مع جماعة الحوثيين لتبادل مئات الأسرى بين الطرفين.

وقال مسؤول ملف الأسرى في فريق المفاوضين التابع للحكومة اليمنية هادي هيج لوكالة الأنباء الفرنسية إن الاتفاق يشمل الإفراج عن (1500) إلى (2000) عنصر من القوات الموالية للحكومة، و (1000) إلى (1500) شخص من الحوثيين.

وبحسب هيج، فإنه من بين المعتقلين الذين سيفرج عنهم، وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، وناصر منصور هادي مسؤول جهاز المخابرات في عدن وهو شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، موضحا أن تطبيق الاتفاق سيكون بعد مفاوضات السلام المقرر إجراؤها في السويد.

ويشمل الاتفاق كل المعتقلين والمحتجزين اليمنيين، أو من التحالف السعودي الإماراتي. وينص الاتفاق على تبادل الأسرى ضمن آلية زمنية تنفذ على مراحل، وقال عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي إن اتفاق تبادل الأسرى جاء بعد أن أقنع المبعوث الأممي الجانب الآخر بتوقيع الاتفاق. وأضاف البخيتي خلال مقابلة مع الجزيرة، أنه لا مبرر لبقاء الأسرى والمعتقلين لدى طرفي النزاع”. (3)

وجاء عن سياق الإخفاق وأسبابه

على نفس الموقع بعنوان: “أنظار اليمنيين إلى السويد.. هل تحمل مشاورات ستوكهولم جديدا؟”

“ولعل أبرز الأسباب التي جعلت المطالبات بإيقاف الحرب والذهاب نحو تسوية سياسية تبدو أكثر قبولا بين اليمنيين هذه المرة هو سوء إدارة التحالف للحرب، وأيضا أطماعه التي أصبحت حاضرة للعيان، حسب المحلل السياسي اليمني عادل المسني.

ويضيف المسني للجزيرة أن هناك واقعا جديدا قد تشكل بعد جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بـإسطنبول وما أعقبها من ضغوطات دولية كسرت مجاديف التحالف وأصبحت سفينته معرضة للغرق.

وتحولت أجندة التحالف السيئة في الحرب بـاليمن إلى كابوس مزعج ودمار اقتصادي وسياسي وأمني دفع ثمنه كل اليمنيين، ولم تعد تقدم الحرب أي جديد بقدر ما تعمق الأزمة الإنسانية، وتساهم في تفشى الأمراض وانتشار التشكيلات العسكرية الممولة التي لغمت الأجواء وصعبت فرص العيش، وفقا للمسني”. (4)

دلالات الخبر

لقد توالت صور من المخازي في اليمن..

فمواجهة السعوديين لأهل اليمن وثورتهم كان أمرا مخزيا ـ كما فعلوا مع أهل مصر وتونس وليبيا، وكما خذلوا ثورة أهل سوريا الكرام.

وكان تعاونهم مع الحوثيين للقضاء على الثورة أمرا فاضحا، وتضخيم لهرٍّ ليصبح وحشا وتلاعب بأمر خطير، ومغامرة حمقاء بكل المقاييس؛ الشرعية والسياسية.

ثم فشلوا في إدارة الحرب؛ فبدلا من القضاء على الحوثيين جوّعوا أهل اليمن، وتآمروا مع أطماع أولاد “زايد”، وطمِعوا في موانيهم وثرواتهم، وسعوا الى تفتيت بلادهم ، ونشروا الأمراض، في الوقت الذي يزداد الحوثيون سِمنة وتخمة..! كل هذا كان أيضا مخزيا لأهل اليمن وللمسلمين جميعا.

إن الاستبداد لا يفلح، وقمع إرداة الأمة؛ سواء إرادة المسلمين في اليمن أو المملكة أو في غيرها كذلك لا يُفلح؛ بل هو أمر خطير العاقبة.

ثم كان الانسحاب المشين ورضوخهم لإرادة الحوثي، وأن يصبح أجلاف الحوثي ذاهبين أيبين الى عواصم العالَم يقولون كلمتهم ويفرضون رؤيتهم ويتكلمون عن “الحقوق” و”مآسي اليمن” و”العدل” و”الاستقلال” فتلك قاصمة أخرى للمسلمين.

كان أهل اليمن جديرين بمواجهة “نتوء الحوثي” لو تُركت لهم حريتهم؛ لكن أبى المجرمون.

لقد أخزى حكام المملكة هذه الأمة منذ حربهم لثوراتها حفاظا على عروشهم من خطرٍ موهوم، ونيابةً عن عدو تاريخي.. وصولا الى مخازي لا تنتهي وهزائم تحمل الأمة حمِلها وتدفع ضريبتها أجيال.

مشهد اليوم في الإعلام بصولات الحوثيين بين العواصم مؤلم للأمة بأسْرها، مماثلٌ في ألمه لمشهد مجاعات أهل اليمن، مماثل أيضا في ألمه وثقله ليوم انكسار الثورات.

أن يمثل هؤلاء ـ الأتباع والأذناب للغرب وأهله، المستبدون الرعناء ـ أهلَ السنة، مصيبة؛ ثم انكسارهم فتَح ثلمة كبيرة في جسد الأمة المخرق.

وهذا مقتضى سنة الله عز وجل الواردة في قوله سبحانه ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس: 81)؛ فكل قتالٍ ليس “في سبيل الله” فهو باطل ويهوي بأصحابه الى مكان سحيق؛ إذ يكون مشؤوم العاقبة مرذول النهايات.

والله تعالى المسؤول والمأمول فيه والمرجوّ تعالى أن يجعل لهذه الأمة فرجا ومخرجا، وقيادة تؤمن بالله واليوم الآخر وتدين بالإسلام دينا ومنهجا، وهوية وشريعة، ومشروعا حضاريا تحشد القوى لإقامته.

…………………………………………….

هوامش:

  1. موقع الجزيرة بتاريخ (4/12/2018)، على الرابط التالي:
    بعد اتفاق تبادل الأسرى باليمن.. المبعوث الأممي يرافق وفد الحوثيين لمفاوضات السويد
  2. المصدر السابق.
  3. المصدر نفسه.
  4. موقع الجزيرة، بتاريخ (5/12/2018) على الرابط التالي:
    أنظار اليمنيين إلى السويد.. هل تحمل مشاورات ستوكهولم جديدا؟

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة