حينما يقتل الكيان الصهيوني شرفاء الأمة وتصطلي بظلمه بلاد وأرواح؛ ثم يلجأ اليه المفاوض الفلسطيني ليتداوى فتقبله؛ ثمة أسئلة وانكشاف يفيد الأمة في تحديد خندقها الصحيح.

الخبر

“قالت متحدثة باسم مستشفى “هداسا” الصهيوني: إن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الذي نقل إلى المستشفى للعلاج من “كوفيد-19″، وضع على جهاز التنفس الصناعي يوم الاثنين بعد تدهور حالته.

وتم نقل عريقات إلى مركز “هداسا” الطبي في القدس يوم الأحد من منزله في الضفة الغربية المحتلة. وقد أصيب بفيروس كورونا في الثامن من أكتوبر تشرين الأول”. (1موقع “SWI رويترز”: مستشفى إسرائيلي: وضع عريقات على جهاز التنفس الصناعي بعد تدهور حالته
موقع “الأناضول”: تحسبا لوفاته.. مستشفى إسرائيلي يستدعي أسرة عريقات لـ”توديعه
)

التعليق

لا يجد أحد دفئا وحنانا في حضن الأفاعي..! هذه بديهة. لكن كم من بدهيات مطمورة ومنكوسة في واقعنا العربي، وفي بلاد المسلمين، وفي العالم الذي تسيطر عليه الصليبية العالمية.

بينما يجد عريقات المشافي الصهيونية والحنان الصهيوني تحتضنه للعلاج والترياق؛ فقد دأب الصهاينة على قتل شرفاء الأمة من المسلمين، بل قتل المناضلين الحقيقيين ولو كانوا على غير التوجه الإسلامي؛ فجميع التيارات المناضلة سقط منها ضحايا، بل ذهب الصهاينة ليقتلوا المناضلين الجادين في تونس والعراق وغيرهما، وتتبعت آخرين في مالطة كفتحي الشقاقي رحمه الله، وقريبا قتلت المناضلين العلماء في ماليزيا، وقصفت فلذات الأمة كالشيخ ياسين والرنتيسي وصيام وغيرهم ـ رحمهم الله ورفع درجاتهم ـ بل قتلت أطفالا أبرياء بالرصاص في صدورهم وبطونهم.. قبحها الله.

وبينما يقتل هذا الكيان الإجرامي كل جاد لحل القضية عاملا من أجلها مجاهدا في سبيل الله؛ إذ به يحتضن “صائب عريقات” في حضنه ليداويه..! هذا يجب أن يستوقف المسلمين وأن يقرؤوا ما خلفه ويقرؤوا سياق هذا النضال المزعوم للسلطة الفلسطينية التي تآمرت على الجهاد وعلى الانتفاضات الفلسطينية الجادة وسلّمت المجاهدين بل واعتقلت من يُفرج عنهم الصهاينة..!

حقيقة السلطة التي كان أحد ضباطها أثناء مواجهته للمتظاهرين من أهل فلسطين سمع شابا يهتف من أجل الأقصى، فقام بلعن الفتى ولعن الأقصى الشريف..!

عندما يمدحك الشيطان وجب عليك أن تقلق، وعندما يحبك اليهود فاعلم أن ثمة خللا، وعندما يداوونك لتكمل الطريق الكرتوني التافه فاعلم أن دورك مطلوب لهم ومحبوب، بل ومن خلفه يقوم المجرمون بأدوار يحتاجونك اليها ستارا ولافتة كاذة وتافهة..!

وقد يساعد على بيان هذا ما تحمله ذاكرة الأمة عن “عريقات” وهو يردد ـ على شاشات الفضائيات ـ بسخرية وشماتة واستهزاء كلمة أبناء حماس: “لن نعترف بإسرائيل”، وهو يستأسد عليهم بفوارق القوة ويتفاخر أن سلطة فتح العلمانية تعرف موازين القوة وتعترف بالصهاينة، ويتفاخر أنه قطع شوطا طويلا لم يقطعه المجاهدون ـ على تعلاتهم؛ غفر الله لهم وسترهم وأغناهم عمن سواه.

عندما يذوق “عريقات” الحضن والحنان الصهيوني فيجب أن تظهر حقائق وتثور أسئلة، ويجب أن تجيب عليها الأمة وجماهيرها وقادتها وعقلاؤها، وأن تعرِّي صفوف المجرمين وسبيلَهم وتعرفهم وتفارقهم، وأن تعرف الى من تنحاز وأي سبيل تنتهج.

خاتمة

من أجل هذا اليوم يا صائب..

حدث ما كنا نتخوفه، وتوفي اليوم “صائب عريقات” كبير مفاوضي السلطة الفلسطينية، من مستشفى “هداسا الصهيونية”، نفس مستشفى “إرييل شارون”. بأيدي تمريض صهيونية..!

لقي صائب ربه؛ وقد لقي قبله، أحمد ياسين، والرنتيسي، وسعيد صيام، والجعبري، ويحيى عياش؛ ربهم؛ بصواريخ صهيونية..!

اللقاء هناك. والموتة لا بد منها. إنما تختار أشرفها أو أخسها.

وفرق بين أن تترك خلفك جحافل مجاهدة تكمل الطريق الشريف؛ فيكون في ميزانك. وبين أن تترك قطعانا تنتظر إحسانا صهيونيا فيكون هذا الذل في ميزانك.

انفضَّ الغبار، وسيعلم كلُ امريء أفرسٌ تحته أم حمار..!

يا صائب، ويا كل صائب؛ حينما نحذّر من العلمانية والانحراف العقدي وولاء الكافرين؛ نعلم كيف تحل مشاكل الأمة وهويتها وطريقها الصحيح..

يا صائب، ويا كل صائب؛ من أجل هذا اليوم نعمل.

كان شعار صائب عريقات: الحياة مفاوضات؛ ولكن الشعار “الصائب” ـ يا عباد الله ـ أن “الحياة متاع وأن الآخرة هي دار القرار”.

لا ندري ما هي الرسالة التي ستصل الى المسلمين عندما قضى “عريقات” في مستشفى صهيوني..! وكان أشرف له أن يموت على ثرى الكفاح وفي دروب الجهاد، سياسيا كان أو عسكريا، لكن في خندق الإسلام وأهله. وهناك نماذج واضحة حوله.

إن حالة الوفاة التي يلقى اللهَ عليها مجاهدٌ ومناضل، تختلف عن الظواهر الصوتية التي تتلاحق أنفاسها وتنتهي في حضن صهيوني نجس حقّره الله وعظّموه..!! (2تاريخ كتابة هذا المقال كان “22/10/2020” ثم توفي الرجل لاحقا بتاريخ “10/11/2020″، من مستشفى “هداسا” وحدث ما تخوفه الناس)

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “SWI رويترز”: مستشفى إسرائيلي: وضع عريقات على جهاز التنفس الصناعي بعد تدهور حالته.
    موقع “الأناضول”: تحسبا لوفاته.. مستشفى إسرائيلي يستدعي أسرة عريقات لـ”توديعه“.
  2. تاريخ كتابة هذا المقال كان “22/10/2020” ثم توفي الرجل لاحقا بتاريخ “10/11/2020” من مستشفى “هداسا” وحدث ما تخوفه الناس.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة