تعمل أمريكا دائما على تجييش العالم الإسلامي بحكامه وشعوبه وعلمائه ودعاته ومجاهديه لتحقيق مآربها.

استدراج أمريكا للعالم الإسلامى ضد الصين

التسخين المتزايد بين الكابوي الأمريكي والتنين الصيني، وتضخيم أمريكا لخطر الصين، يذكرنا بأجواء الصدام الأمريكي السوفييتي في أواخر الثمانينيات الميلادية، حيث جيشت أمريكا العالم الإسلامي بحكامه وشعوبه وعلمائه ودعاته ومجاهديه ضد الروس، بدعوى تحرير أفغانستان..التي احتلها الامريكيون بعد ذلك..

الحاصل اليوم، والمتوقع غدا ؛ أن تستدرج أمريكا العالم الإسلامي مرة أخرى، ولكن ضد الصين هذه المرة، والدعاوى كثيرة، وقد بدأت أمريكا مؤخرا بحشد الرأي العالمي العام ضد الصين بدعايات تمهد لإنشاء تحالف ضدها؛ ومن ذلك التركيز على أنها من صنعت فيروس كرونا لإضرار العالم كله به، وكذلك اضطهادها للمسلمين الإيغور؛ لإهانة العالم الإسلامي من خلالهم.. وعزمها على تجديد طريق الحرير، لضرب اقتصاد العالم لحسابها..

الاتفاق الاستراتيجي بين الصين وإيران

ولاشك أن الاتفاق الاستراتيجي الذي وقع مؤخرا بين الصين وإيران لمدة ربع قرن قادم؛ وما يمثله ذلك من خطر داهم على منطقة الخليج التي فتح الإيرانيون أبوابها للصينيين ..سيضاعف الشعور بالرعب لدى النصارى(ساسة ورجال دين) ممن يعتقدون أن الصينيين هم قوم يأجوج وماجوج الوارد ذكرهم في التوراة والإنجيل ..!

تصنع أمريكا التآلف مع الدول الإسلامية

المتوقع أن تتصنع أمريكا التآلف الذي سيسبق التحالف مع عالم المسلمين، لأنه لايمكن للأمريكيين مواجهة الصينيين من دونهم، وهذا التحالف ؛ لن يبدأ بالضرورة عسكريا، ولكنه سيبدأ اقتصاديا وتقنيا وإعلاميا..لينتهي في مرحلة _ الله أعلم متى تكون _ بصدام كبير، قد لا يكون في المستقبل القريب..

الصدام الكبير

الصدام الكبير

قد يكون هذا الصدام الكبير؛ (والله اعلم) هو الذي أخبر عنه النبي صلى عليه وسلم في قوله : (سَتُصالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فَتَغْزُونَ أنْتُمْ وهُمْ عَدُوًّا من ورائِهِمْ، فَتَسْلَمُونَ وتَغْنَمُونَ، ثُمَّ تَنْزِلونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلولٍ فَيَقُومُ رجلٌ مِنَ الرومِ فَيَرْفَعُ الصَّلِيبَ، ويقولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ ! فَيَقُومُ إليهِ رجلٌ مِنَ المسلمينَ فَيَقْتُلُهُ، فيغدرُ القومُ، وتَكُونُ المَلاحِمُ، فَيَجْتَمِعُونَ لَكُمْ فيأتونَكُمْ في ثَمانِينَ غايَةً مع كلِّ غايَةٍ عشرَةُ آلافٍ) 1[صحيح الجامع/ ٣٦١٢] ..

التحالفات قد تكون بوادر لما جاء في النصوص

التحالف الأمريكي الأوروبي، المدعوم بتساند من العالم الإسلامي؛ تتضاعف بوادره لمواجهة تحالف صيني فارسي روسي؛ تتضافر عوامله، قد تكون هذه التحالفات مقدمات مبكرة، لما جاء في النصوص عندنا وعند أهل الكتاب، وقد لاتكون، لكن المهم هو ألا تستدرج أمريكا الأمة من خلال حكامها لخدمة مآربها، والأهم ألا يضيع أهل الدعوة الأموال والآجال والدماء لمشروعات أمة الضلال، كما سبق تكراره في العقود القليلة الماضية..فأمام أهل السنة مشروعهم المشروع،القائم للحق وعلى الحق، والذي يفتقد إلى مقدراتهم وخبراتهم.. وأرواح شباباهم، التي لابد من ادخارها ليوم البذل والفداء ونصرة دين الحق، الظاهر حتما على الدين كله، وكفى بالله وليا، وكفى بالله نصيرا.

الهوامش:

  1. صحيح الجامع/ ٣٦١٢.

اقرأ ايضاً:

 

 

التعليقات غير متاحة