تتزامن محاكمة “ترامب” ليلحق به “نتنياهو” ليعلنوا للعالم أنهم فاسدون، وليعلم الجميع أن هذا الفساد جارٍ أيضا في المواقف السياسية والعقدية ضد المسلمين.

الخبر

“أعلن المستشار القضائي للحكومة الصهيونية “أفيخاي مندلبليت”، مساء الخميس (21/11/2019)، قراره تقديم لائحة اتهام رسمية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومحاكمته بثلاث تهم فساد في ثلاثة قضايا.

وأوضح أن “نتنياهو سيتهم بالرشوة، وخيانة الأمانة، والاحتيال في قضية “شركة بيزك ـ موقع واللا” المعروفة باسم ‘الملف 4000’.

كما يواجه نتنياهو تهمة الاحتيال وخيانة الأمانة في القضية المسماة “الملف 1000″، للاشتباه بحصوله على منافع (رشوة على شكل هدايا) من رجل أعمال، مقابل خدمات وصفقات سهلها نتنياهو له.

ووفق “مندلبليت”، فالقرار بتوجيه لائحة الاتهام لنتنياهو جاء بناء على مئات الأدلة التي تراكمت خلال التحقيقات في القضايا الثلاث. وأضاف: “تم فحص مئات الأدلة بعناية كبيرة وبدقة، وتهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال التي يواجهها نتنياهو خطيرة”. (1موقع “الأناضول” 21/11/2019، على الرابط:
رسميا.. توجيه لائحة اتهام لـ”نتنياهو” في 3 قضايا فساد
)

التعليق

أولا: تلك ظاهرة يجب الوقوف أمامها كثيرا، ويجب تتبّعها، وبيانُها للناس، بل بيانها للعالَمين وبيان دلالاتها كذلك؛ وهي أنه لماذا أعظم السياسيين، والإعلاميين، وعموم الناس، عَداءًا للإسلام هم في الحقيقة من أفسد الناس وأكثرهم إيغالا في الرشوة والسرقة والعلاقات المحرمة..؟!

من جاء بمعاداة المسلمين وبداية الضربات للأفغان والسودان وأكثرهم مساندة للجدار العازل الصهيوني الذي اقتضم أراضٍ جديدة من بلاد المسلمين وهو  “بيل كلينتون” كان المتورط في فضائح جنسية بتفاصيل مخجلة ومهينة له وللعالَم الذي يتحكم فيه أمثاله.

وفي إيطاليا ذلك العجوز المجنون الصارخ باستعداء الإسلام وأهله “برلسكوني” غرق في قضايا فساد حتى حكم عليه القضاء في بلاده بالخدمة المدنية فعمل في رفع القمامة في البلدية لمدة معينة كعقوبة.

والرئيس الأمريكي”ترامب” يبتز الرئيس الأوكراني ليسلك طرقا ملتوية لإسقاط أقوى المرشحين لمنافسته، والآن تجري تحقيقات  علنية تمهيدا لمحاكمته ـ لو استطاعوا. (2راجع، موقع “الأناضول”، 22/11/2019، على الرابط:
رئيس لجنة عزل ترامب: الوقائع المنسوبة للرئيس أخطر من “ووترغيت”
)

والآن يأتي ذلك الخنزير الصهيوني “بنيامين نتنياهو” ليعلن فساده، وسابقا حوكم بقضايا فساد مالي، وفضائح جنسية؛ وهو خط ممتد له لم يتوقف.

يجب أن يستوقفنا ذلك الترابط بين العداء الحاد للإسلام من سياسيين لإعلاميين لرجال دين..! وبين الفساد العميق والوحل في الشهوات الهابطة. ويجب فضح الفاسدين وبيان ذلك الرابط.

ثانيا: كثير من عقائد الكفر لا تكون متمحضة للضلال والانحراف العقدي؛ بل كثيرا ما يدفع اليها سعار الشهوة ومآرب الدنيا.. فهذا جارٍ في الكفار الأصليين، كما هو جارٍ كما نرى في المنافقين والمرتدين داخل بلاد المسلمين.

إن كثيرا ممن يرفض الإسلام ويضل عنه ويعاديه تجد خلفه سعارَ شهوة، وانحرافا خلقيا، وعدمَ سواء نفسي وخلقي؛ فيرفض الحق ويعاديه. وهم أشخاص ساقطون خُلقيا ونفسيا. ومكانهم هو التواري والإنزواء للبحث عن سعارهم الهابط في الظلام؛ ولكن عندما يظهر الفساد في البر والبحر، وتنقلب الحياة؛ تنقلب معها القيم والأخلاق وقيم الأشخاص؛ فإذا بهؤلاء الساقطين يصبحون رموزا، وقيادات، وتتجه اليهم الأضواء وتصل الى أيديهم أزِمّة البلاد ولرؤوسهم القرارات..! ويصبحون أصحاب جرأة وصوت مرتفع.

ولك أن تتصور ما تعاني منه البشرية من انقلاب مفاهيم وقيمي وأخلاقي عندئذ، ولك أن تتصور كم يضل بهم من مخلوقات، ولك أيضا أن تتصور كم يهبط معهم الناس ويتهاوون الى مستنقع أقل من الحيوان، فيقتنص الشيطان بهم من قال الله فيهم ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ﴾ (محمد: 12) ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ (الأعراف: 179)

كن واثقا؛ إنهم لم يرفضوك ولم يحاربوك لأنك على باطل، ولا لأنهم على حق؛ بل واجهوك لأن بيدك رفعةٌ لا يطاولونها، وبيدك نورٌ يخشون أن يبدد ظلامهم الذي يسرقون فيه في غفلة من الناس، ولأن بيدك سلاح لو أمضيته لذهبوا الى مكانهم اللائق في المزابل، ولارتفع من يستحقون التكريم.

كن واثقا في طريقك ﴿إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ (النمل: 79) وقِف للباطل بالمرصاد؛ فملايين النفوس تتلهف له، وملايين القلوب له ظمأى لترويهم يوم يحين انتشار الحق ويمكّن له، ﴿فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ (الإسراء: 51)

……………………….

هوامش:

  1. موقع “الأناضول” 21/11/2019، على الرابط:
    رسميا.. توجيه لائحة اتهام لـ”نتنياهو” في 3 قضايا فساد
  2. راجع، موقع “الأناضول”، 22/11/2019، على الرابط:
    رئيس لجنة عزل ترامب: الوقائع المنسوبة للرئيس أخطر من “ووترغيت”

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة