إلى ابنتي الغالية …

سواء كنت متزوجة أو لم تكوني متزوجة …

احذري يا ابنتي الغالية أن يمس عفافك وسمعتك أحد، فهي رصيدك بين الناس، وسبب للحياة الطيبة.

احذري يا ابنتي الغالية أن يقنعوك أن قيمتك ومكانتك في جمال وجهك وجسمك وملبسك وحليك فقط، لتقضي الأوقات وتصرفي الأموال في عمليات التجميل وتلاحقي صيحات الموضة.

احذري يا ابنتي الغالية نسيان أن جمال المرأة في دينها وعفتها وأخلاقها وحيائها وطباعها وشخصيتها، وأما جمال الشكل والمظهر فأحد أنواع الجمال لا كلها.

احذري يا ابنتي الغالية أن تختاري زوجا لماله او لوسامته او لحبه فقط، دون نظر لبقية الصفات من دين أو خلق.

احذري يا ابنتي الغالية أن تسارعي لطلب الطلاق مع أول مشكلة، ومع كل مشكلة، فالمشكلات من طبيعة الحياة وحلها ممكن بالتفاهم والود والمحبة، والطلاق لا يكون إلا مع المشكلات الكبيرة جدا.

احذري يا ابنتي الغالية من أفكار البرامج الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تصور الزواج قيدا، والرجل متسلطا، والقوانين جائرة، والأحكام الشرعية قديمة.

احذري يا ابنتي الغالية من السقوط في فخ الشهرة، وإن كان لا بد من الظهور لسبب ما، فمع كامل الحشمة والأدب والمحتوى النافع الهادف.

احذري يا ابنتي الغالية من قصص الخيانات وتجارب المنحرفات، ممن يظهرن في الإعلام، ولا تتخذينها نموذجا في التعامل، فأنت حسنة الخلق، طيبة الأصل، وقد عافاك الله مما ابتلى به غيرك.

احذري يا ابنتي الغالية من خداع الشباب، ووعودهم المعسولة، وهداياهم الملغومة، وتواصلهم المشبوه، فهم غالبا يريدون جسدك لا روحك، ومفاتنك لا شخصيتك، ويريدونك صاحبة لا زوجة، ولو كان ذلك بالكذب واليمين الحرام والتظاهر والمكر، ولو صدقوا لطرقوا الباب وخطبوا، ولن تحصلي من هذه العلاقة في النهاية إلا سوء السمعة وعزوف بقية الخطاب.

احذري يا ابنتي الغالية ان تأخذي صورة غير لائقة في هاتفك، فقد يخترق أو يضيع او يسرق، والزمي الحشمة والحجاب على كل حال.

احذري يا ابنتي الغالية أن تقارني زوجك بما ترينه وتسمعين من الناس، فغالب الناس يُصدَّرون لك الصورة الحسنة، ويخفون السيئة، فلا تقارني عيب زوجك بميزة زوج غيرك، فكل الأزواج ذوو عيوب وميزات.

احذري يا ابنتي الغالية من شبهات أن الحجاب عادة، وليس حكما دينيا شرعيا، فهؤلاء يريدون منك أن تخلعي ما استطعت من الثياب، وليس غطاء الرأس فقط.

احذري يا ابنتي الغالية أن تفهمي أن القوامة والولاية نوع من التسلط، بل هي حماية ورعاية من الزوج والولي، فإن تسلطا وظلما فالمشكلة عندهما لا في حكم القوامة والولاية.

احذري يا ابنتي الغالية أن تغتري بفكرة الاستقلالية المطلقة، وتظنين أن المال وحده هو من يحميك من عوادي الزمان، وليس الأهل والزوج والأبناء.

احذري يا ابنتي الغالية أن تُخدعي بالتجارب الفاشلة، لبنات وزوجات ربما لم يكن عندهم إدراك، ولا واتتهم الظروف، ولم يستشيروا أحدا يوما، وغرتهم المظاهر والأشكال، فتجاربهم خاصة بهم، وليست مسطرة ولا معيارا يتنزل على كل الناس.

احذري يا ابنتي الغالية أن تنغمسي بالعمل إلى حد إهمال بيتك وزوجك وولدك، فالعمل حق لك، لكن ليس على حساب بقية المسؤوليات.

احذري يا ابنتي الغالية أن تقعي فريسة الدعوات للاكتفاء بإنجاب طفل أو طفلين، فكثرة الإنجاب نعمة وبركة ورزق وعزوة، إلا من عذر قاهر، وسبب ضاغط، وتعب لا يحتمل.

احذري يا ابنتي الغالية من الضغط على زوجك ليأتي بمزيد من المال حتى يقع في الحرام، لتطعمي أنت وولدك الحرام معه، ففي ذلك خراب الدنيا والآخرة، واقنعي بما قسم الله حتى يأتي الرزق الواسع الطيب.

احذري يا ابنتي الغالية أن تظني أنك الصابرة فقط على بعض طباع زوجك، فهو غالبا صابر على بعض طباعك عرفت بذلك أو لم تعرفي.

احذري يا ابنتي الغالية التفريط بالخاطب الصالح إذا جاء بحجة التعليم، وحاولي ما استعطت التوفيق بينهما، فالزوج الصالح لا يأتي ولا يتكرر كل حين.

احذري يا ابنتي الغالية أن تضيعي الأوقات في مواقع التواصل، وتعيشي الأيام دون هدف ولا رسالة، في تحقيق إنجاز في دين أو دنيا، فسُرّاق الأعمار والأوقات لك بالمرصاد.

احذري يا ابنتي الغالية من الفن الهابط والإعلام الكاذب، وتعرّفي على ما هو مفيد منهما، فهناك خير كثير لو بحثت عنه.

احذري يا ابنتي الغالية أن تزهدي بوقت تقضيه مع أولادك، فأنت المصدر الأول والأكبر لهم في التربية وغرس الأفكار والسلوكيات.

احذري يا ابنتي الغالية أن تستنكفي من أبويك وأهلك مهما كانوا، فأنت إنما وصلت إلى ما وصلت إليه بعد الله بفضلهم وجهدهم وتعبهم.

احذري يا ابنتي الغالية أن تحقدي على أب، أو تتضجري من أم، فهما يحبانك ويريدان لك الخير، ويتصرفا معك بما يعرفان، وإن وقعا في الخطأ أحيانا.

احذري يا ابنتي الغالية أن تكوني ندا للزوج، وكأنك معه في حلبة مصارعة، بل أنتما في حياة تتشاركان فيها الفرح والحزن، والراحة والتعب، والمغانم والمغارم، والحقوق والواجبات، والأولاد والذكريات.

احذري يا ابنتي الغالية أن تدعي الصلاة والفرائض وتلاوة القرآن مهما كانت الظروف، فهي صلتك بالله وتجعلك في قرب منه على الدوام.

– وأخيرا احذري يا ابنتي الغالية أن تتركي هذا الدعاء:

… رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.

… رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

المصدر

د. سعد الكبيسي الصفحة الشخصية.

اقرأ أيضا

كشف دعاة المرأة إلى الرَّذيلة

حارسة القلعة في زمن الغربة

حارسة القلعة وبيوت القدوة

قرار المرأة في بيتها عزيمة شرعية

التعليقات غير متاحة