الدين هو الحق المبين، أما المشيخات المعطوبة والعمائم الملوّثة فهي عوارض زائلة، والناس إن أدركوا هذا الفارق حُصّنوا من الانخداع، وثبتوا على دين الله مهما غيّرت السياسات الوجوه.
من دعاة دين إلى تجار دنيا: تشويه صورة الدين وأخطاره
عندما يتحوّل أصحاب العمائم واللحى من دُعاةِ دين إلى تُجّار دنيا، ومن حُماةٍ للشرع إلى مروّجين لـ “أفيون الأفكار”، يسكّنون به العوام، ويُلمّعون به طوام الذين حوّلوا حياة الناس إلى جحيم، عندها يتشوّه وجه الدين في أعين الأجيال، فيربطون النصوص بجلاديهم، ويخلطون بين حقيقة الوحي وزيف التدين..
فكيف إذا مارسوا بأنفسهم قتل مخالفيهم، ولعل محمود الورفلي الليبي أداة الجنرال العلماني حفتر من أكثر النماذج وضوحا، والتي لا تتورع أن تعلن بجرأة عن انتمائها الديني وتتبجح بالتقرب إلى الله بالتصفيات والإعدامات الميدانية التي ضج منها أهل ليبيا.. والأمثلة غيره كثير ممن جعلوا من الدين مطيّةً للدم، وشعاراً للبطش.
من دعوة إلى تنفير: الانقلاب الخطير في أدوار رجال الدين
هذه النماذج الموبوءة أخطر على صورة الإسلام من أعدائه المعلنين، لأنها تلبس الحق بالباطل، وتخلط الوحي المعصوم بتدين المصالح والأهواء.
وما أعظم التحذير النبوي: «إن منكم مُنَفِّرين»، وكلمة عمر الفاروق: «لا تُبغِّضوا الله إلى خلقه» فكيف إذا صار المنفّرون هم أنفسهم ألسنةُ الطغاة وأدواتُهم في استباحة الدماء وانتهاك الحرمات؟!
الوقود الخفي لظاهرة الردة والإلحاد الجديد
مركز رواسخ رصد أنماطاً متكررة لظاهرة الردّة والإلحاد الجديد بسبب سوء التدين العملي، فكيف إذا أضيف إليه استغلال أحكام الدين لتبرير البطش والقهر؟!
لا غَرْو أن ترتفع موجات الشك في الدين وأحكامه ومقولاته، حين يراه الناس في صورة مشوّهة على أيدي “فقهاء البلاط”.
ومعلوم أن الشباب لا يقوم دينهم إلا بالقدوة، ولذلك بعث الله الأنبياء رجالاً يعيشون بين الناس، لا حُجّاباً خلف الأسوار، والشريعة مُنزّهة عن هذا العبث، فهي الميزان الذي توزن به سلوكيات البشر، لتُفرّق الشعوب بين الدين الحق والتدين الزائف.
الدين هو الحق المبين، أما المشيخات المعطوبة والعمائم الملوّثة فهي عوارض زائلة، والناس إن أدركوا هذا الفارق حُصّنوا من الانخداع، وثبتوا على دين الله مهما غيّرت السياسات الوجوه.
المصدر
صفحة الدكتور محمد العوضي، على منصة X.
اقرأ أيضا
علماء السلاطين.. بأي فكر يحيا هؤلاء؟