لا تخدع نفسك ولا تكن مغفلا

اليوم ذكرى مذبحة رابعة.. بعد 12 عاما سوداء تعيشها مصر..

إسرائيل الكبرى.. حلم نتنياهو التوسعي يطال النيل وسيناء!

ولعلكم سمعتم تصريح نتنياهو، المعلن، حول إسرائيل الكبرى التي يطمح إلى تحقيقها.. والتي تعني أخذ الجانب الشرقي من وادي النيل، وسيناء بطبيعة الحال..

كان المنافقون والمغفلون يبررون ذبح الناس في رابعة بذريعة الحفاظ على الدولة، وفرض النظام..

الآن، يرى كل الناس كيف وصلت الدولة لأحط وأخس مراحلها، بعد قهر الشعب وضعف الدولة وبيع أصولها ومياهها وغازها وجُزُرها وبعض أراضيها في صفقات معلنة.. وما خفي أعظم!

من رابعة إلى صفقة القرن.. الدم المصري وقود لمشروع ‘إسرائيل العظمى’!

والآن، يأتي نفس المنافقين والمغفلين ليقولوا بعد تصريح نتنياهو: كونوا يدا واحدة مع دولتكم ونظامكم وزعيمكم وجيشكم وشرطتكم.. حتى لا يتحقق حلم نتنياهو!

وأقول: أقسم بالله العظيم.. إن التوحد مع هذا النظام وهذه الدولة هو الذي سيحقق إسرائيل الكبرى..

من لم يكن يدرك أن النظام المصري هو كلب حراسة لإسرائيل وهو تمهيد لتحقيق إسرائيل الكبرى.. فأقل أحواله أنه مغفل أعمى لا يدري شيئا ولا يفهم شيئا.. واترك عنك خمر “الوطنية” المغشوش هذا الذي يجعلك كالثور في الساقية يدور ويدور ويدور.. ولا يفهم ماذا يفعل ولا ماذا يُراد به ولا ماذا يُصنع له؟!

الوهم الوطني الكبير.. كيف صنعت الأنظمة العربية ‘إسرائيل القوية’ بأيدينا؟!

أعرف أن أكثر الناس يتوهم في نفسه الفهم والعلم، وبعضهم تأخذه الحماسة ويظن نفسه وطنيا..

إذا لم تصدق، فاقرأ التاريخ..

والله لولا عبد الناصر وسياسته ما استطاعت إسرائيل أن تنتفش كل هذا الانتفاش..

ولولا سلطة عرفات وعباس ما استطاعت إسرائيل قهر الفلسطينيين ولا كبتهم كما فعلت ذلك بيد السلطة..

ولولا نظام الأردن ما استطاعت إسرائيل أن تقوم ولا أن تعيش آمنة حتى يوم الناس هذا..

وأستطيع أن أذكر لك أنظمة أخرى، ولكن يكفيك أن تتأمل في تاريخ هذه الأنظمة مع إسرائيل.. فإنها الأشد وضوحا!

وتأمل أكثر في أن كلها يزعم لنفسه الوطنية والقومية والعروبة والإخلاص للقضية.. ولم يكونوا إلا أدوات هيمنة وتحكم وقهر.. خدمت إسرائيل بأعظم مما خدمت به إسرائيلُ نفسها.

لو كانت هذه الأنظمة وطنية.. لكانت غزة اليوم حرة وعزيزة!

الإسرائيلي الآن يفكر في حلم إسرائيل الكبرى لأنه يجد حوله هذه الأنظمة.. فوالله لو أن هذه الأنظمة سقطت لوجدت إسرائيل تفكر في رعب الزوال والاختفاء..

لا تخدع نفسك.. لو كانت هذه الأنظمة وطنية حقا لكنتَ وجدتَ الأوطان في مكان آخر، وفي قوة أخرى، وفي حال آخر..

ولماذا نذهب بعيدا.. سل نفسك: هل كان يمكن أن تُذبح غزة هذا الذبح العلني اليومي إن كان حولها أنظمة وطنية حقا؟!!.. ألم يأتك أنباء تآمر هذه الأنظمة نفسها على غزة وتوصياتها المتكررة لإسرائيل بسرعة إنهاء ملف غزة؟!!

لا تخدع نفسك ولا تكن مغفلا..

وإذا لم يكن عقلك يستوعب هذا، فمن الواجب عليك أن تسكت.. اسكت عن أمر لا تفهمه ولا تعقله ولا تعرفه، قبل أن تتكلم فيه فتكون من الضالين المضلين.. فإن الله قد عذب الذين كانوا يخوضون مع الخائضين!!

مصر بعد رابعة.. سقوط الدولة وبداية العصر الصهيوني!

إن الدماء التي سالت في رابعة كانت بداية عصر الهيمنة الصهيونية في مصر.. وهذا الذي كان يراه كل عاقل ومبصر في ذلك الوقت.. ثم هذا هو الذي صرنا إليه واقعا بعد 12 عاما..

سأخبرك باختبار عملي واضح وبسيط:

ارجع وقلب في الأرشيف، من رأيتَه قد صدقت توقعاته قبل سنين، فاحترم ما يقول.. ومن رأيته متقلبا متخبطا لا يستطيع أن يتخذ موقفا صحيحا، وقد كثرت خيباته فانصرف عنه واحفظ عقلك وضميرك!

نحن حقا في السنوات الخداعات، التي يُكذَّب فيها الصادق، ويُصدَّق فيها الكاذب، ويُخَوَّن فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن.. وينطق فيها الرويبضة (التافه يتكلم في شأن العامة)!

وسنظل ندفع الثمن من دمائنا وأرواحنا وأعراضنا حتى يعتدل هذا الحال المعوج.. ولن يعتدل إلا بكفاح طويل ومرير.. وحسبنا الله ونعم الوكيل!

المصدر

صفحة الأستاذ محمد إلهامي، على منصة X.

اقرأ أيضا

منبع الشر الكبير: النظام والسلطة

نحن في زمن بؤس..

سقوط السيسي يقرب فتح القدس أكثر من سقوط نتنياهو!!

الخديعة العظمى.. الدعاة على أبواب جهنم!

التعليقات غير متاحة