0542 أثر معاصي الجوارح الظاهرة على القلب وأعماله الباطنة

542 – مفهوم 4: أثر معاصي الجوارح الظاهرة على القلب وأعماله الباطنة

لمعاصي الجوارح على القلب آثار وخيمة، لعل من أبرزها:

1 – ظلمة في القلب وحيرة؛ فكما أن الطاعة نور في القلب فإن المعصية ظلمة له، وكلما قويت المعصية وكثرت ازدادت الظلمة والحيرة، حتى تذهب بصيرة القلوب؛ قال الله تعالى: (فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ) [الحج:46].

2 – وهن القلب وذل صاحبه؛ فالمعصية تورث الذل كما أن العز في طاعة الله تعالى؛ وقد أنشد عبد الله بن المبارك:

رأيت الذنوب تميت القلوب     وقد يورث الذلَ إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب      وخير لنفسك عصيانهـا

3 – الصدأ والران على القلب؛ كما قال الله تعالى: (كـَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ) [المطففين:14]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صُقِل قلبُه، فإن زاد زادت، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه) [رواه ابن ماجه (صحيح ابن ماجه 3441)، والترمذي (3334) وقال حسن صحيح، وحسَّنه الألباني في مواطن عديدة]. وبهذا الران يختم على القلب فلا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، ويصير للشيطان سلطان على صاحبه.

4 – ذهاب غيرة القلب على محارم الله أن تنتهك؛ فترى صاحب المعاصي لا يعبأ بانتهاك محارم الله أو محاربة دينه وابتلاء الصالحين.

5 – ذهاب الحياء من القلب؛ فلا يستحيي من الله ولا من العباد، ويجاهر بالمعاصي، ولا يخفى على أحد التلازم بين ارتكاب المحرمات وقلة الحياء.

6 – ذهاب تعظيم الله ووقاره من القلب حتى يستخف العاصي بذلك ويستهين بأمر الله، ثم يصير الأمر إلى وحشة بين العبد وربه وكل من يُذَكِّرُه به من أهل الصلاح.

7 – إذا استوحش المرء من الله ومن أهل الصلاح مرض قلبه وضعف عن فعل الطاعات وعن الترقِّي في مراتب الكمال، حتى يؤول الأمر به من الكسل واستثقال الطاعة إلى الكراهية والنفور؛ فلا ينشرح صدره لطاعة ولا يتحرج من معصية.

وبالجملة، فإن المعاصي الظاهرة وكثرتها تُقَسِّي القلب وتميته، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم عامة في أعمال القلوب

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة