لقد أحدثت تداعيات موجات الطوفان شروخا عميقة غير عادية في أكبر المشروعات الطاغوتية المعادية، على غير توقع من أحد ، وذلك وفق السنن الإلهية في المكر بالماكرين…فما هي مظاهر هذه الشروخ العميقة؟

حصاد الطوفان..هل هز عروش الطغيان..؟

نعم ..
فبالرغم من فداحة الأضرار وشدة الدمار الحاصل للصامدين الأعزة من أهل غزة خلال حرب الطوفان؛ فإن اقتران هذا الطوفان باسم الأقصى الذي بارك الله حوله؛ تسبب بتقدير الإله وتدبيره في تحولات هي أشبه بالمعجزات .

●.. فقد أحدثت تداعيات موجات الطوفان شروخا عميقة غير عادية في أكبر المشروعات الطاغوتية المعادية، على غير توقع من أحد ، وذلك وفق السنن الإلهية في المكر بالماكرين ، كما قال الله سبحانه: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} [إبراهيم:46-47].

.. وأول هذه المشروعات تضررا.. المشروع اليهودي، فقد تزلزل داخليا وتصدع خارجيا، من خلال سقوط (نظرية الأمن الإسرائيلي) وهو ما أحدث خلخلة في أسس ذاك المشروع، أسفرت عن اندفاع الصهاينة نحو هجرات عكسية مليونية، وضيقت الخناق على عصابة الغدر الصهيونية، التي بدأ يظهر قصم ظهورها بوقوعها تحت طائلة محاكمات داخلية ومطاردات خارجية. وتهديدات بحرب أهلية بين العلمانيين والمتدينين..

.. وثاني تلك المشاريع التي أصيبت مقاتلها: المشروع الغربي، حيث سقط حضاريا وأفلس أخلاقيا، بافتضاح دعاوى الأمريكيين والأوربيين في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ولم تعد صفة (الإرهاب) أمام الناس تنطبق على بشر مثلهم ، وقانا الله شرورهم.

.. وثالث تلك المشاريع التي انكسرت شوكتها وتعرت حقيقتها هو مشروع الفرس الإيرانيين، الموغل مع أذرعه في العداء المذهبي لسائر المسلمين السنة عربا وعجما، وقد يتحول هذا الانكسار إلى انحسار، بعد احتلال طال لأربع عواصم عربية، متسببا في قتل وتهجير وتشريد عشرات الملايين، في العراق وسوريا واليمن ولبنان. والحقيقة أن قصقصة أجنحة ذاك المشروع في الحال والمآل، صار يهدد أصل وجوده بالزوال..

.. ورابع تلك المشروعات التي بدأت تتزلزل في منطقتنا العربية بعد انتعاش الثورة السورية هو المشروع الروسي الذي نكل بالثوار بدعوة ودعم من شياطين طهران، فها هي تداعيات الطوفان بعد حرب لبنان تتجه نحو تقويض الوجود الروسي في سوريا مؤخرا، بعد انطلاق عملية (ردع العدوان) التي أعادت القوة والحيوية للثوار السوريين ، بما صار يهدد ما تبقى من أركان نظام الإجرام للطاغية بشار الجزار.

●.. أما أدعياء الانتساب لأهل السنة من العلمانيين العرب؛ فإن مخازي خذلانهم لأهل غزة في حربهم الطويلة، كانت كاشفة لحقيقة ما كان يسمى بالنظام العربي، الذي أظهر ارتهانه المصيري للنظام العالمي الغربي الغارق في السفال، والآيل للزوال.

فسبحان من دبر وقدر ما لا يقدر أحد على توقعه، فضلا عن أن يوقعه، وهو القائل- سبحانه – : {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:٣٠].

اقرأ أيضا

خذلان الحكام

عندما يتعرى المنافقون

عام الخذلان

خذلان قضايا المسلمين .. وسياق النفاق

التعليقات غير متاحة