385 – مفهوم 8: إطلاق وصف ما قد يُقيَّد بأدلة أخرى
لا يشترط من إطلاق الوصف على قوم تعميم الحكم عليهم، وإنما قد يراد من ذلك بيان أنه حكم أغلبي فقط؛ فقول الله تعالى: (ٱلۡأَعۡرَابُ أَشَدُّ كُفۡرٗا وَنِفَاقٗا وَأَجۡدَرُ أَلَّا يَعۡلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ) [التوبة:97] المقصود به أن ذلك غالبًا ما يقع لهم، وقد علَّل ذلك ببعدهم عن العلم الشرعي: (وَأَجۡدَرُ أَلَّا يَعۡلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ) ، وذلك ناتج عن طبيعة حياتهم في البادية بعيدًا عن مواطن العلم. والدليل على أن ذلك الحكم أغلبى وليس عامًّا هو قول الله تعالى بعدها: (وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَٰتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةٞ لَّهُمۡۚ سَيُدۡخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ) [التوبة:99]، فاستثنى فريقًا من الأعراب، وخصَّص بعد التعميم.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445