369 – مفهوم 2: العلم كله هبة من الله
العلم كله هبة من الله فاللائق بكل ذي علم أن يعرف مصدره ويحمد الله عليه، وأن يبذله فيما يرضي الله، فإذا ارتبطت علوم الدنيا بالتقوى والإيمان فهي تندرج حينئذ تحت العلم المحمود الذي يثنى الله عليه وعلى أهله؛ قال تعالى: (أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٖ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٞ وَحُمۡرٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٞ (٢٧) وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَ) [فاطر:28،27]، فذكر أمورًا من علوم الدنيا، ثم أثنى بعدها على من يعلمها ويفيد منها في خشيته لله تعالى فقال: (إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [ فاطر:28].
أما العلم الذي يبعد القلب عن ربه فهو علم فاسد زائغ عن مصدره وهدفه، ولا يثمر سعادة حقة لصاحبه ولا للناس، بل ينتج عنه الدمار والشقاء للبشرية جمعاء، وما آثار القنابل الذرية والهيدروجينية وأسلحة الدمار الشامل عنا ببعيد.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445