296 – مفهوم 1: معنى العبادة

العبادة هي الغاية من خلق المكلفين؛ قال الله تعالى: ( وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ) [الذاريات:56]، وهذا يستلزم أن تكون حياتهم كلها لله وبالله؛ كما قال تعالى: (قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ) [الأنعام:162]، فليست هناك أعمال للدنيا منقطعة عن الآخرة وأعمال أخرى للآخرة تُقضى في غير الحياة الدنيا؛ بل إنه طريق واحد أوله في الدنيا وآخره في الآخرة؛ فمن عبد الله وحده في هذا الطريق في كل أعماله وصل في الآخرة إلى الجنة ونعم المآل، ومن خالف العبادة وتركها في الطريق أوصله طريقه إلى جهنم عياذًا بالله.

لذا فقد عُرِّفت العبادة من حيث ما يُتعبَّدُ به بأنها: «اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة».

كما عُرِّفت العبادة من حيث حال العابد بأنها: «كمال المحبة والإجلال لله تعالى مع كمال الذل والخضوع له سبحانه»؛ فإن أحببته ولم تخضع له سبحانه فلست له بعابد، وكذلك إن خضعت له بلا محبة فلست له بعابد، حتى تكون محبًّا خاضعًا.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول العبادة ومعناها

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة