243 – مفهوم 13: الفرق بين التسامح والولاء
يخلط بعض الناس بين الموالاة لأعداء الله المنهي عنها والتسامح معهم درءً لمفسدة، أو جلبًا لمصلحة، أو تحقيقًا للعدل والقسط المأمور به حتى مع الأعداء؛ قال الله تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعۡدِلُواْۚ ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰ) [المائدة:8]، وقال: (لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ) [الممتحنة:8]، فالموالاة للكفار شيء والعدل معهم والتسامح شيء آخر، ومع ذلك يختلطان على بعض المسلمين الذين يفتقدون الفهم النقي للعقيدة وحقائقها، كما ينقصهم الوعي الذكي لطبيعة المعركة مع الكفار والمنافقين، فيُغفِلون تلك التوجيهات القرآنية المستفيضة التي تنهى عن محبة الكافرين وموالاتهم وتأمر بالحذر منهم؛ لأنهم لا يدركون الفرق بين دعوة الإسلام للسماحة في معاملة الكفار غير المحاربين وبرهم في المجتمع المسلم-لا سيما الأقربون منهم- وكذلك السماحة والمداراة في معاملة حتى المحاربين من الكفار حال استضعاف المؤمنين، لا يدركون الفرق بين هذا كله ومسألة الولاء الذي لا يكون إلا لله عزّ وجلّ ولرسوله وللمؤمنين.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445