191 – مفهوم 4: الإرادة الشرعية والإرادة الكونية بين الاتفاق والافتراق
للإرادة الشرعية مع الإرادة الكونية حالات:
1 – فقد تجتمع الإرادتان؛ كما في حالة المرء المطيع (إيمان المؤمن)؛ فالله عزّ وجلّ يريد منه الإيمان شرعًا، ويقدره له كونًا.
2 – وقد تنتفي الإرادتان؛ كما في حالة (عدم كفر المؤمن)؛ فالله عزّ وجلّ لا يريد شرعًا من المؤمن أن يكفر، ولا يقضي عليه به كونًا وقدرًا.
3 – وقد توجد إحداهما وتنتفي الأخرى؛ وذلك في حالتين:
أ – عدم إيمان الكافر: فالله عزّ وجلّ يريد شرعًا من الكافر الإيمان، ولكن لم يقدره له كونًا؛ كما قال نوح عليه السلام لقومه: (وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ) [هود:34].
ب – كفر الكافر: فالله عزّ وجلّ لا يريد شرعًا الكفر من الكافر، ولكن يقدره عليه كونًا.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445