188 – مفهوم 1: الإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان
الإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان كما في حديث جبريل عليه السلام؛ حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره) [رواه مسلم (8)]، وقوله: (خيره وشره) أي: تؤمن أن الخير والشر كله مقدر من الله عزّ وجلّ؛ كما قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا) [الفرقان:2]، وقال تعالى: (وَإِن تُصِبۡهُمۡ حَسَنَةٞ يَقُولُواْ هَٰذِهِۦ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَقُولُواْ هَٰذِهِۦ مِنۡ عِندِكَۚ قُلۡ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ فَمَالِ هَٰٓؤُلَآءِ ٱلۡقَوۡمِ لَا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ حَدِيثٗا) [النساء:78].
فلا بد من الإيمان بتقدير الله عزّ وجلّ لكل شيء وقضائه به؛ لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه.
وقدر الله هو ما قضى وحكم به سبحانه من الأمور، والقضاء معناه: الفصل والحكم؛ ولهذا كثيرًا ما يعبر بأحد اللفظين عن الآخر -أعني القضاء والقدر- لكن إذا اقترن اللفظان معًا فقيل: «القضاء والقدر» يلاحظ في القدر معنى زائد هو: تقدير الأمر وفق علم الله وحكمته، وحدوثه بمقدار معين لا يزيد عنه ولا ينقص؛ فـ(المقدار) من معاني القدر؛ تقول: قدَّر الشيء قدرًا أي: بيَّن مقداره. أمَّا القضاء فهو إنفاذ القدر.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445