140 – مفهوم 14: القرآن الكريم معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة

جعل الله تعالى مع كل رسول أو نبي معجزة تكون دليلًا على صدقه فيما أرسله الله به؛ كما قال تعالى: (لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ) [الحديد:25]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر) [رواه البخاري (4981، 7274)]، غير أن القرآن يذكر المعجزة أو المعجزات بلفظ: «آية»، أو «آيات»، أو «بينات» كما في الآية السابقة، وكما قال تعالى عن ناقة صالح عليه السلام: (قَدۡ جَآءَتۡكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡۖ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةٗ) [الأعراف:73]، وقال تعالى: (وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ) [الزخرف:46]. والآية هي العلامة والدليل والبرهان؛ فدلَّ هذا على أن المقصود بمعجزات الرسل أن تكون دلائل على صدقهم.

وآيات الأنبياء ومعجزاتهم هي معجزات حسية تنتهي بانتهاء عصر النبي أو الرسول الذي ظهرت على يديه، ولا يبقى من أثرها بعده إلا الإخبار عنها، وقد جعل الله مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مثل هذه الآيات والمعجزات الحسية -وهي كثيرة جدًّا- مثل: الإسراء والمعراج، وإشفاء المرضى، وتسبيح الحصى بين يديه، …إلخ، إلا أن آيته ومعجزته الكبرى والخالدة هي القرآن الكريم؛ فهو معجزة لا تنقضي بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل تبقى بعده إلى قيام الساعة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو آخر الرسل وخاتم النبيين، وقد بُعِث إلى الثقلين كافة برسالة الإسلام إلى قيام الساعة، وتتمة الحديث السابق تؤكد هذا المعنى؛ فالحديث بتمامه: (ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة) [سبق تخريجه].

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول الإيمان بالكتب

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة