129 – مفهوم 3: الإيمان بالكتب مجمل ومفصَّل
يجب على المؤمنين أن يؤمنوا إيمانًا مجملًا بأن الله قد أنزل الكتب على أنبيائه ورسله، وأن كل ما كان فيها من أخبار وأحكام هو حق، وكان واجبًا على كل قوم أن يتبعوا ما أُنزل إليهم في كتابهم مما لم ينله تحريف؛ لأن الله تعالى لا يُضيِّع خلقه، بل يبين لهم الحق فيما أنزله إليهم من كتب.
أمَّا الإيمان المفصَّل فيتضمَّن أمورًا منها:
أ – الإيمان بأسماء ما أعلمنا الله باسمه من الكتب، وعددها ستة: صحف إبراهيم، وصحف موسى، وزبور داود، والتوراة المنزلة على موسى، والإنجيل المنزل على عيسى -عليهم جميعًا السلام- وآخر ذلك القرآن الكريم المنزَّل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ب – الإيمان بكل خبر من أخبار هذه الكتب وصل إلينا بطريق صحيح؛ فمن ذلك مثلًا: الإيمان بأن صحف إبراهيم وموسى -عليهما السلام- قد ورد فيها أنه: «لا تزر وازرة وزر أخرى»، و«أن ليس للإنسان إلا ما سعى» كما قال تعالى: (أَمۡ لَمۡ يُنَبَّأۡ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ (٣٦) وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ (٣٧) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ (٣٨) وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ) [النجم: 36-39]، والإيمان أيضًا بما ورد فيهما من قول الله تعالى: (بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا (١٦) وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ (١٧) إِنَّ هَٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ (١٨) صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ) [الأعلى:16-19].
أمَّا ما ورد فيها من أحكام فنؤمن أيضًا بما ثبت فيها ووصل إلينا بطريق صحيح، لكن فيه التفصيل الآتي:
- ما خالف شرعنا لا نعمل به؛ لأن شرعنا ناسخ له، وإن كان حقًا في زمانه.
- ما وافق شريعتنا نعمل به؛ لأن شريعتنا أقرته وشرعته.
- ما لم يكن في شرعنا خلافه ولا وفاقه فالراجح أننا نعمل به، والقاعدة في ذلك أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالف شرعنا.
جـ – ومن الإيمان المفصَّل بالكتب: الإيمان بتفصيل القرآن الكريم وكل ما يتضمنه وما يخصه من أحكام.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445