99 – مفهوم 39: أنواع رحمة الله والرحمة المضافة إليه سبحانه

الرحمة المضافة إلى الله تعالى نوعان:

1 – رحمة هي صفة لله تعالى -سواء كانت صفة ذات أو فعل- وهي التي دلت عليها الآيات السابقة، وقول الله تعالى: (وَرَبُّكَ ٱلۡغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحۡمَةِ) [الأنعام:133]، وقوله تعالى:  (وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖ) [الأعراف:156].

2 – رحمة مخلوقة من الله تعالى، أنزل منها جزءًا واحدًا يتراحم به الخلائق، وأمسك عنده تسع وتسعين جزءًا ليوم القيامة؛ كما قال النبي عزّ وجلّ: (إن لله مائة رحمة؛ أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام؛ فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة) [رواه مسلم (2846)]. وهذه الرحمة هي من باب إضافة المفعول إلى فاعله، وهي تشريف لها وليست صفة لله تعالى، بل هي من أثر رحمته سبحانه.

ورحمة الله التي هي صفة من صفاته عزّ وجلّ هي أيضًا نوعان:

1 – رحمة عامة لجميع الخلائق؛ وذلك بإيجادهم، ورَزْقهم، وتربيتهم، وإمدادهم بالنعم والعطايا، وتسخير ما في الكون لهم، …إلخ؛ قال تعالى: (رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا) [غافر:7]؛ فكل ما بلغه علم الله – وعلمه بالغ لكل شيء- فقد بلغته رحمته عزّ وجلّ.

2 – رحمة خاصة بالمؤمنين؛ وهي في الدنيا بهدايتهم إلى الصراط المستقيم إضافة إلى الرحمة العامة التي يشتركون فيها مع جميع الخلائق؛ فهي رحمة دينية إيمانية إضافة إلى الرحمة الدنيوية. كما تكون لهم في الآخرة بأمنهم من الفزع الأكبر وإدخالهم الجنة.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول توحيد الأسماء والصفات

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة