97 – مفهوم 37: الفرق بين وكالة الخالق ووكالة المخلوق

اشتراك الخلق مع الخالق في مسمى (الوكيل) لا يعني التشابه في هذه الصفة؛ فالله سبحانه لا تشبه صفاته صفات المخلوقين بحال، ومن أهم الفروق بين الوكالتين:

1 – أن وكالة الله على خلقه ثابتة له بذاته دون الحاجة إلى توكيل أو تفويض من أحد، في حين لا تصح وكالة أحد من البشر إلا بتوكيل من الموكِّل إلى الموكَّل إليه.

2 – وكالة الله على خلقه عامة في كل أمر، بينما وكالة المخلوق تكون فقط فيما يأذن به الموكِّل لوكيله.

3 – الله سبحانه يوفي بما توكَّل به وما تكفله وفاءً تامًّا لا يمكن أن يتطرق إليه قصور أو خلل، أما المخلوق الموكَّل في أمر معين أو موكَّل توكيلًا عامًّا فقد يوفي بما وُكِّل به أو ببعضه -وهذا الوفاء منه إنما يكون بعون الله وتوفيقه له سبحانه- وقد ينتابه قصور فيما وُكِّل به؛ سواء لعدم أمانته في ذلك، أو لأن أحواله تتقلب من حال إلى حال؛ حيث يكون قادرًا على ما وكل إليه تارة وعاجزًا عنه أخرى، غنيًّا في وقت وفقيرًا في غيره، عالمًا بشيء جاهلًا بغيره، حيًّا في وقت وميتًا في غيره، والله جلَّ شأنه منزه عن القصور في كل ذلك.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول توحيد الأسماء والصفات

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة