28 – مفهوم 1: تعريف الشرك
الشرك هو عبادة غير الله، ولو مع عبادة الله تعالى، ولهذا فهو أخص من الكفر الذي غالبًا ما يطلق على الجحود؛ كمن يجحد وجود الله تعالى، أو يجحد أي أمر من عند الله، أو أي حق من حقوقه سبحانه. فالشرك أخص من الكفر، والكفر أعم منه؛ فكل شرك كفرٌ وليس كل كفر شركًا.
ومن الشرك؛ بل هو أعلاه وأعظمه: ادعاء أحد المخلوقين الألوهية أو الربوبية من دون الله، وزعمه الاتصاف أو الاختصاص بحق من حقوق الله تعالى؛ كالنمرود حين قال: (أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ) [البقرة:258]، فأفحمه نبي الله إبراهيم عليه السلام بما لا يقدر عليه فقال: (فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ) [البقرة:258]، وكفرعون حيث قال: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجۡعَل لِّي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ) [القصص:38]، وقال: (مَآ أُرِيكُمۡ إِلَّا مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهۡدِيكُمۡ إِلَّا سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ) [غافر:29]، وقـال: (أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ) [النازعات:24]؛ فنسب إلى نفسه الألوهية والربوبية، فكان من أشد المشركين بالله تعالى.
وربما ادعى البعض الربوبية بلسان الحال دون المقال كما يدَّعي بابوات النصارى أنهم يملكون حق التحليل والتحريم، وحق منح صكوك الغفران ودخول الجنان،
وكمن يُشرِّع اليوم في الحكومات الطاغوتية ما لم يأذن به الله فيحل ما حرَّم الله أو يحرِّم ما أحل الله؛ سواء كان هذا المشرع فردًا، أو مجلسًا تشريعيًّا، أو دستورًا، …إلخ.
المصدر:كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم