125 – مفهوم 9: وسائل الشيطان لتحقيق أهدافه

يسلك الشيطان أساليب عديدة لتحقيق أهدافه وكيده لبني آدم؛ فمن ذلك:

1 تزيين الباطل: فيصور الباطل في صورة الحق؛ كما فعل مع أبينا آدم عليه السلام؛ حيث وسوس له بالأكل من الشجرة التي نُهي عنها فقال: (مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ) [الأعراف:20]، وقد أقسم إبليس أن يستمر في نهجه هذا فقال: (قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ (٣٩) إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ) [الحجر:40،39]، ومن ذلك مثلًا:

أ تزيين الدعوة إلى المذاهب الأرضية من: رأسمالية، أو شيوعية، أو اشتراكية على أنها السبيل للحياة الآمنة الرغيدة.

ب الدعوة إلى التعري والفحش باسم الحرية الشخصية والانفتاح.

جـ – إلهاء الناس وإفساد أخلاقهم بالأفلام والمسلسلات الهابطة باسم الفن.

د تزيين الحياة الدنيا والركون إليها ونسيان الآخرة.

إلى غير ذلك من وسائل التزيين التي لا تنتهي.

2 استخدام سلاح الإفراط أو التفريط: وذلك حسب حال العبد إزاء أي أمر من أوامر الله؛ فإن وجد فيه فتورًا وتوانيًا وترخصًا أخذه من جانب التفريط، حتى ربما ترك العبد المأمور جملة، وإن وجد فيه حذرًا وحرصًا وتشميرًا أخذه من جانب الإفراط حتى يوقعه في الغلو وتجاوز حد ما أمر الله به والوقوع في الابتداع في دين الله.

3 الوعود والأماني الكاذبة: وذلك بالوسوسة لبني آدم بأوهام الغلبة أو الثراء أو السعادة في اتباع الباطل، والحال أنه كاذب مخادع في ذلك: (يَعِدُهُمۡ وَيُمَنِّيهِمۡۖ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا) [النساء:120]، وقال تعالى: (وَإِذۡ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٞ لَّكُمۡۖ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلۡفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكُمۡ) [الأنفال:48].

4 – الظهور بمظهر الناصح للإنسان: قال تعالى: (وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ (٢١) فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٖ) [الأعراف:22،21].

5 التدرج في الإضلال: فلا يوقعه في المعصية أو الكفر مباشرة؛ لعلمه أنه لن يفعل ذلك، وإنما يتبع معه سياسة التدرج والذهاب إلى ذلك خطوة خطوة؛ ولذلك قال تعالى محذرا منه: (وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ) [البقرة:168].

6 تأجيل العبد ما فيه خيره وصلاحه: وهو قريب من التثبيط عن الطاعة والعبادة، ولكنه يأتي العبد من باب النسيان لا التثبيط؛ كما حكى الله عن الذي نجا من السجن من صاحبي يوسف عليه السلام حين نسي ما أوصاه به: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُۥ نَاجٖ مِّنۡهُمَا ٱذۡكُرۡنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَىٰهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ ذِكۡرَ رَبِّهِۦ فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجۡنِ بِضۡعَ سِنِينَ) [يوسف: 42]، وقال تعالى أيضًا في ذلك: (وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ) [الأنعام:68].

7 تخويف الإنسان من أولياء الشيطان: قال تعالى: (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ) [آل عمران:175].

8 إلقاء الشبهات: وذلك لزعزعة عقيدة المرء بما يلقيه من شكوك وشبهات؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته) [رواه البخاري (3276)، ومسلم (134)].

إلى غير ذلك من أساليبه الماكرة التي يستطيع المرء تجاوزها بقوة إيمانه والاستعانة بربه.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول الجن والشياطين

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة