108 – مفهوم 48: نفاة الصفات ينفون الحكمة عن الله عزّ وجلّ
من عجائب أمر الفلاسفة ونفاة الصفات وسفاهة عقولهم أنهم ينفون الحكمة عن الله تعالى؛ لأنها غرض، والله -بزعمهم- منزه عن الغرض، ولذا فهم يعُدُّون أفعال الله صادرة عن الإرادة المحضة دون غرض أو حكمة، وهذا ضلال وابتداع في الدين، وتعطيل للعديد من آيات الكتاب العزيز؛ فقد ورد اسم الله (الحكيم) فيه في واحد وتسعين موضعًا، وجاء فيها كلها مقترنًا باسم آخر من أسماء الله الحسنى:
– فاقترن بالاسم (العزيز) ستًا وأربعين مرة؛ كما في قوله تعالى: (وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا جَزَآءَۢ بِمَا كَسَبَا نَكَٰلٗا مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ) [المائدة:38]، وقد سبق بيان دلالة هذا الاقتران في المفهوم بالرقم العام:87.
– واقترن باسم (العليم) سبع وثلاثين مرة؛ كما في قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ) [الأنعام:83]، وهو يدل على أن حكمة الله نابعة عن علم.
– واقترن أيضًا بالأسماء: (الخبير)، و(التواب)، و(العلي)، واقترن غير معرَّفٍ بـ(أل) مع (واسع) و(حميد).
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445