49 – مفهوم 4: من آثار توحيد الألوهية
لتوحيد الألوهية آثار جليلة على العبد المؤمن وقلبه؛ من أهمها:
1 – محبة الله محبة عظيمة تتقدم على محبة النفس والأهل والولد وجميع المحبوبات في الدنيا والآخرة؛ لأن الله المألوه المعبود هو وحده المنعم المتفضل بكل هذه المحبوبات؛ فهو أصل كل محبة ومُنْشِئها، فاستلزم ذلك محبته المحبة الكبرى، ومحبة من يحبه وما يحبه، وبغض من يبغضه وما يبغضه، والموالاة والمعاداة فيه، وبذلك يذوق المرء طعم الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) [رواه البخاري (16)، ومسلم (43)].
2 – تعظيم الله عزّ وجلّ وإخلاص العبادة له وحده من: صلاة، وصيام، وذبح، ونذر، ودعاء، وغير ذلك من العبادات القلبية؛ حيث كل العبادات لا يجوز صرفها إلا لله عزّ وجلّ.
3 – العزة بالانتساب إليه والتوكل عليه، وسقوط الخوف والهيبة من الخلق والتعلق بهم؛ فالمؤمن لا يعتز ولا يحتمي إلا بالله العظيم، ولا يتوكل إلا عليه وحده؛ كما قال تعالى: (وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ) [الفرقان:58].
4 – طمأنينة القلب وأنسه بالله عزّ وجلّ؛ قال تعالى: (أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ) [الرعد:28].
5 – بما أن لفظ الجلالة «الله» مستلزم لجميع أسمائه وصفاته الأخرى، فكل أثر من آثار أسماء الله وصفاته إن هو إلا أثر لهذا الاسم العظيم ومن موجَباته.
6 – إفراد الله تعالى بالحكم والتحاكم؛ كما قال تعالى: (أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمٗا وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مُفَصَّلٗا) [الأنعام:114].
المصدر:كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم