381 – مفهوم 4: معنى كون القرآن كله متشابهًا، وكون بعض آياته من المتشابه
قال الله تعالى: (ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ) [الزمر:23]، ومعنى ذلك أن القرآن كله متشابه في الحسن، والكمال، والائتلاف، وعدم الاختلاف بوجه من الوجوه؛ حتى ما يدق فيه ويغمض من المعاني يجزم من يتدبرها أنها لا تصدر إلا عن حكيم عليم، ولذلك فقد وصِفَ القرآن أيضًا بأنه كله مُحكَم؛ قال تعالى: (كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود:1].
أما قول الله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞ) [آل عمران:7] فالمراد منه أن بعض آيات القرآن تشتبه وتلتبس في المعنى على فهوم كثير من الناس، ولا يزول هذا الالتباس إلا برد هذه الآيات المشتبهة في الفهم إلى الآيات الأخرى المحكمة في الموضوع ذاته.
وتتبع هذا المتشابه من الآيات، وعدم ردها إلى المحكم هو من إثارة الفتنة به بين الناس، وهو صنيع أهل الزيغ والضلال؛ قال تعالى: (فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦ) [آل عمران:7].
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445