38 – مفهوم 1: معنى الرب
يطلق الرب في اللغة على: المالك المتصرف، والسيد، والمدبر، والمربي، والمصلح، والقيم. ولا يطلق غير مضاف لشيء إلا على الله تعالى؛ كما قال عزّ وجلّ: (كُلُواْ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥۚ بَلۡدَةٞ طَيِّبَةٞ وَرَبٌّ غَفُورٞ) [سبأ:15]، أما إذا وصف به غير الله تعالى فلا بد من أن يضاف؛ فيقال: رب الدار، ورب الدابة؛ أي مالكها المتصرف فيها. [ينظر: النهاية لابن الأثير (2/179)، والمفردات للراغب الأصفهاني مادة (رب)، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (رب)].
وأكثر استعمال القرآن للفظة «رب» في حق الله تعالى، وورد معظمها بالإضافة؛ كما قال عزّ وجلّ: (رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ) [الفاتحة:2]، وقال: (رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا)[مريم:65]، وقال: (رَبُّكُمۡ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ) [الشعراء:26]. وهو وصف لله عزّ وجلّ يتضمن المعاني اللغوية المذكورة للرب؛ فربوبية الله للعالم بكل ما فيه تتضمن: تصرُّفه فيه، وتدبيره له وإصلاحه، ونفاذ أمره كل وقت فيه؛ فهو سبحانه مع العالم في كل ساعة في شأن: يخلق ويرزق، ويحيي ويميت، ويخفض ويرفع، ويعطي ويمنع، ويعز ويذل؛ فهو قائم على كل نفس بخيرها وشرها، ويقوم به كل شيء في الكون؛ فأمر الكون كله متصرَّف بمشيئة الله وإرادته. [ينظر الصواعق المرسلة لابن القيم (4/1223)].
المصدر:كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم