70 – مفهوم 10: مظاهر تعظيم أسماء الله الحسنى وصفاته العليا
ينبغي على العبد أن يقرن معرفته ودراسته لأسماء الله وصفاته بتعظيمه لها، ولهذا التعظيم مظاهر؛ منها:
1 – ألا يحلف -إن كان لا بد حالفًا- إلا بالله وأسمائه وصفاته؛ لأن في الحلف تعظيمًا للمحلوف به، والعظمة لله وحده. كما أن من تعظيمه في حلفه بالله وأسمائه وصفاته ألا يحلف بها على أمر كذب، ولا على ارتكاب معصية، وأن يبر بيمينه؛ إلا إن كان يمينه في معصية فالتعظيم حينئذ والبر هو في الحنث في يمينه والكفارة عنها.
والأولى للعبد أن يتجنب الحلف -ولو كان صادقًا- قدر الإمكان؛ حتى لا يكون حلفه ذريعة لوقوعه في الكذب أو فيما لا يقدر على الوفاء به؛ وقد قال الله تعالى: (وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةٗ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ) [البقرة:224].
كما ينبغي للمحلوف له بالله عزّ وجلّ أو صفة من صفاته سبحانه أن يقبل ويصدق الحالف؛ لأن هذا من تعظيم الله عزّ وجلّ وأسمائه وصفاته، إلا أن يكون الحالف قد عُرف عنه الكذب والفجور، أو يكون المحلوف له على يقين من كذب أو خطأ الحالف، فليس على المحلوف له حرج حينئذ في عدم تصديق الحالف، ولا يدخل تحت الوعيد الوارد في الحديث الذي يجمل القول في مسألة الحلف، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حُلف له بالله فليرض، ومن لم يرض بالله فليس من الله) [رواه ابن ماجه (2101)، وحسَّنه الألباني في صحيح الترغيب (2951)، وأوله في البخاري (3836)، ومسلم (3646)].
2 – ألا يرد أحدًا سأله بالله أو بصفة من صفاته، وأن يعيذ من استعاذ بها إلا في فعل محرم، أو ترك واجب، أو تعطيل حد من حدود الله؛ قال صلى الله عليه وسلم: (من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه) [رواه أبو داود (1674)، وصحَّحه الألباني: صحيح أبي داود (1469)].
3 – ألا يتسمى أحد باسم مختص بالله تعالى؛ مثل: الله، الرحمن، رب العالمين.
4 –تنزيه أسماء الله برفع ما كتبت فيه من صحف، ومجلات، ومقررات دراسية، …إلخ عن الأماكن المهانة والقذرة، وقد حصل في زماننا تساهل في ذلك من كثير من الناس.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445