غزة اليوم امتحان للأمة كلها: فمن انحاز إليها فقد انحاز لكرامته ودينه، ومن تآمر عليها أو خذلها فقد كتب على نفسه العار في الدنيا والآخرة..

أروع الأمثلة في التضحية والثبات على العقيدة

جاهَدوا بدمائهم وأموالهم، وأقلامهم وعلمهم…

حملوا همّ الدعوة ونشر الإسلام..

ربّوا الأجيال على الإيمان..

عكفوا على كتاب الله تلاوةً وتدبّراً وحفظاً وتعليماً..

بذلوا الجهود في إعداد الفصائل المتعطّشة لتحرير الأرض المحتلة..

وتفرّغوا لمواجهة أعتى أعداء الأمة من الصهاينة والمنافقين..

ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والثبات على العقيدة وتثبيت الناس عليها..

هذه –وغيرها– جهود مضنية بذلها الغزاويون ومن وراءهم من أهل فلسطين منذ عقود، ولا يزالون.

هم فصيل الأمة المقاتل في خطوط المواجهة الأمامية، وخندقها الأول في صدّ عدوان الصهاينة..

الأنظمة العربية تآمر صريح وتصهين وقح

فأي حال كان سيكون لو أنّ الأنظمة العربية صدقت في تبنّيهم، قبل أن تعيّرهم اليوم لطلبهم العون من غيرهم، واضطرارهم لعقد التحالفات خارجياً؟!

لكنّ الكارثة لم تقف عند الخذلان المريع، بل تجاوزته إلى التآمر الصريح!

بعض الأنظمة لم تكتفِ بالتواطؤ، بل هرولت إلى عمالة مفضوحة وتصهين وقح، بلغ حدّ تقديم الضمانات للصهاينة، والتعهّد بسداد فاتورة دفن غزة وحرق أهلها!

قاتلهم الله أنّى يؤفكون.

صنفان لا ثالث لهما: مرتزق بائع.. أو ساذج مغفَّل

فإذا رأيتم من يسلّط لسانه وقلمه على غزة وأهلها، لوماً وتشكيكاً وتشويهاً، بل حتى نقداً صادقاً في غير وقته؛ ثم رأيتم هذا الفريق ذاته قد خرس عن فضح المجرم الحقيقي من عرب متصهينين، وأعرض عن توصيف المشهد كاملاً بلا اجتزاء ولا تزوير، فاكتفى بذكر النتائج متعامياً عن الأسباب والدوافع… فاعلموا أنكم أمام أحد صنفين:

– إمّا مسخ باع قلمه ولسانه مقابل حفنة مال ليمارس الردح الرخيص..

– وإمّا شخص صادق في نيّته لكنه ساذج في وعيه، مأزوم في داخله، يفرّغ انفعالات عشوائية، ليغدو في النهاية مثالاً للمغفل المفيد لأعداء أمته من حيث لا يدري..

غزة اليوم امتحان للأمة كلها: فمن انحاز إليها فقد انحاز لكرامته ودينه، ومن تآمر عليها أو خذلها فقد كتب على نفسه العار في الدنيا والآخرة..

وقطعا فإن الناقد الناصح المشفق المحب والمراعي لأحكام الشريعة ومقاصدها وآدابها وبوعي في انتقاء مفردات النقد وتوقيته ومآلاته لا يندرج في خانة المرتزقة ولا المأزومين المغفلين.

المصدر

صفحة د. محمد العوضي، على منصة X.

اقرأ أيضا

فلتستسلم المقاومة

اُنصرُوا المقاومة أو تهيَّأوا للذَّبح!

سَلامٌ بلا خُيولٍ ، أيُّ ذُلِّ؟!

التعليقات غير متاحة