177 – مفهوم 9: محاسبة الخلائق على أعمالهم
يحاسب الناس يوم القيامة على أعمالهم في الحياة الدنيا؛ فأما المؤمن فيكون حسابه حساب فضل وإحسان وكرم؛ وهو مجرد عرض أعماله عليه دون نقاشه عليها، وهو الحساب اليسير كما قال تعالى: (فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ (٧) فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا) [الانشقاق:8،7]، أما من يناقش الحساب فيعذب؛ يوضح ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من نوقش الحساب عُذِّب) فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: أليس يقول الله تعالى: (فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا)؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ذلك العرض) [رواه البخاري (6536،103)، ومسلم (2876)].
والكفار يُقرَّرون بأعمالهم، فإن أنكروا شهدت عليهم أعضاؤهم بها؛ كما قال تعالى: (وَيَوۡمَ يُحۡشَرُ أَعۡدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ (١٩) حَتَّىٰٓ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيۡهِمۡ سَمۡعُهُمۡ وَأَبۡصَٰرُهُمۡ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ) [فصلت:20،19].
ومن عباد الله المؤمنين من لا يحاسبون أصلًا؛ وهم سبعون ألفًا كما في الحديث أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفًا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: قلت: ولم؟! قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون… الحديث) [رواه البخاري (6541)، ومسلم (220)].
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445