لا تحسبوه شرا لكم..مع وضوح هذه السنة وجلائها في القرآن والسنة المشرفة، وبمقتضى العقل والحس، إلا أننا نجد من هو في غفلة عنها وعن مقتضى أسمائه سبحانه وصفاته العلا؛ حيث أدت هذه الغفلة عند بعضنا إلى شيء من اليأس والإحباط، أو إلى شيء من العجلة والتسرع أمام ضغط الواقع، وتسلط الأعداء، وعند انتشار الظلم والفساد.

بيان هذه السُنة في أحاديث رسول الله

وفي هذا المقال أورد بعض الأحاديث والآثار التي تتكلم عن سنة الله عز وجل في قضائه وحكمه ، وأنه سبحانه يريد الخير والرحمة بعباده المؤمنين، ولو ظهر للناس خلاف ذلك .

أولا: الأحاديث

الحديث الأول: «والشر ليس إليك»

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: «وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين . إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين . اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ، ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ؛ فاغفر لي ذنوبي جميعا ؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الأخلاق ؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت. لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك ، أنا بك وإليك ، تباركت وتعاليت ، أستغفرك وأتوب إليك»1(1) رواه مسلم: کتاب صلاة المسافرين۔ باب (26) الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1/ 534) (771) . .

والشاهد من هذا الحديث العظيم ما جاء في آخره: «والشر ليس إليك» ؛ حيث نفى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون في أفعال الله عز وجل شر ، وإنما هو الخير والحكمة والرحمة. وعلى هذا يعلق الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى فيقول:

(فهذا النفي يقتضي امتناع إضافة الشر إليه تعالی بوجه ؛ فلا يضاف إلى ذاته ولا صفاته ولا أسمائه ولا أفعاله ؛ فإن ذاته منزهة عن كل شر ، وصفاته كذلك ؛ إذ كلها صفات کمال ، ونعوت جلال ، لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، وأسماؤه كلها حسنى ليس فيها اسم ذم ولا عيب ، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وإحسان وعدل لا تخرج عن ذلك البتة، وهو المحمود على ذلك كله فيستحيل إضافة الشر إليه)2(2) طريق الهجرتین ص 163 ط. الشئون الدينية بقطر .اه. .

ويقول أيضا في موطن آخر:

(… فإن الشر لا يدخل في شيء من صفاته ولا في أفعاله ، كما لا يلحق ذاته تبارك وتعالى ؛ فإن ذاته لها الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه ، وأوصافه كذلك لها الكمال المطلق والجلال التام ، ولا عيب فيها ولا نقص بوجه ما ، وكذلك أفعاله كلها خيرات محضة لا شر فيها أصلا.

ولو فعل الشر سبحانه لاشتق له منه اسم ، ولم تكن أسماؤه كلها حسنی ، ولعاد إليه منه حكم – تعالى وتقدس عن ذلك – وما يفعله من العدل بعباده وعقوبة من يستحق العقوبة منهم هو خير محض ؛ إذ هو محض العدل والحكمة، وإنما يكون شرا بالنسبة إليهم ؛ فالشر وقع في تعلقه بهم ، وقيامه بهم لا في فعله القائم به تعالی .

ونحن لا ننكر أن الشر يكون في مفعولاته المنفصلة ؛ فإنه خالق الخير والشر ، ولكن هنا أمران ينبغي أن يكونا منك على بال:

أحدهما: أن ما هو شر أو متضمن للشر فإنه لا يكون إلا مفعولا منفصلا ، لا يكون وصفا له ولا فعلا من أفعاله .

الثاني: أن كونه شرا هو أمر نسبي إضافي ، فهو خير من جهة تعلق فعل الرب وتكوينه به ، وشر من جهة نسبته إلى من هو شر في حقه؛ فله وجهان هو من أحدهما خير ، وهو الوجه الذي نسب منه إلى الخالق سبحانه وتعالی: خلقا وتكوينا ومشيئة ؛ لما فيه من الحكمة البالغة التي استأثر بعلمها، وأطلع من شاء من خلقه على ما شاء منها .

وأكثر الناس تضيق عقولهم عن مبادي معرفتها ، فضلا عن حقيقتها ؛ فيكفيهم الإيمان المجمل بأن الله سبحانه هو الغني الحميد، وفاعل الشر لا يفعله [ إلا ] لحاجته المنافية لغناه أو لنقصه وعيبه المنافي لحمده ؛ فيستحيل صدور الشر من الغني الحميد فعلا ، وإن كان هو الخالق للخير والشر فقد عرفت أن كونه شرا هو أمر إضافي ، هو في نفسه خير من جهة نسبته إلى خالقه ومبدعه ، فلا تغفل عن هذا الموضع ؛ فإنه يفتح لك بابا عظيما من معرفة الرب ومحبته ، ويزيل عنك شبهات حارت فيها عقول أكثر الفضلاء. وقد بسطت هذا في كتاب التحفة المكية ، وكتاب الفتح القدسي، وغيرهما . وإذا أشكل عليك هذا فأنا أوضحه لك بأمثلة:

أحدها : أن السارق إذا قطعت يده ؛ فقطعها شر بالنسبة إليه ، وخير محض بالنسبة إلى عموم الناس ؛ لما فيه من حفظ أموالهم ، ودفع الضرر عنهم ، وخير بالنسبة إلى متولي القطع أمرا وحكما ؛ لما في ذلك من الإحسان إلى عبيده عموما بإتلاف هذا العضو المؤذي لهم ، المضر بهم ؛ فهو محمود على حكمه بذلك وأمره به ، مشکور عليه ، يستحق عليه الحمد من عباده ، والثناء عليه والمحبة .

وكذلك الحكم بقتل من يصول عليهم في دمائهم وحرماتهم ، وجلد من يصول عليهم في أعراضهم ؛ فإذا كان هذا عقوبة من يصول عليهم في دنیاهم ؛ فكيف عقوبة من يصول على أديانهم؟ ويحول بينهم وبين الهدی الذي بعث الله به رسله ، وجعل سعادة العباد في معاشهم ومعادهم منوطا به؟! أفليس في عقوبة هذا الصائل خیر محض ، وحكمة وعدل وإحسان إلى العبيد؟ وهي شر بالنسبة إلى الصائل الباغي ؛ فالشر ما قام به من تلك العقوبة . وأما ما نسب إلى الرب منها من المشيئة والإرادة والفعل فهو عين الخير والحكمة ؛ فلا يغلظ حجابك عن فهم هذا النبأ العظيم ، والسر الذي يطلعك على مسألة القدر ، ويفتح لك الطريق إلى الله ، ومعرفة حكمته ورحمته وإحسانه إلى خلقه …)3(3) بدائع الفوائد (2/211).اه .

الحديث الثاني والثالث: «إن أمره كله خير»

عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن ؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له»4(4) رواه مسلم، کتاب الزهد والرقائق۔ باب (13) المؤمن أمره كله خير (4/ 2295) (2999)..

وجاء في معنى هذا الحديث أيضا الحديث التالي:

عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «عجبت للمؤمن ؛ إن الله لم يقض قضاء إلا كان خيرا له»5(5) رواه أحمد (1/ 117 ، 184)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (148)..

في الحديثين السابقين يرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن ما يقدره الله عز وجل على عبده المؤمن فهو خير له ، فهو لن يعدم أحد الخيرين ؛ إما أن تكون سراء فيشكر الله عليها ، وإما أن تكون ضراء مكروهة فيصبر ويحتسب الأجر من الله عليها ، وكلا الأمرين خير لصاحبهما ، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالی:

(وما يصيب الإنسان، إن كان يسره فهو نعمة بينة ، وإن كان يسوءه فهو نعمة من جهة أنه يكفر خطاياه ، ويثاب بالصبر عليه ، ومن جهة أن فيه حكمة ورحمة لا يعلمها، ﴿وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 216] … إلى أن يقول:

… أما نعمة الضراء ؛ فاحتياجها إلى الصبر ظاهر ، وأما نعمة السراء ؛ فتحتاج إلى الصبر على الطاعة فيها، فإن فتنة السراء أعم من فتنة الضراء . كما قال بعض السلف: ابتلينا بالضراء فصبرنا ، وابتلينا بالسراء فلم نصبر)6(6) مجموع فتاوى ابن تيمية (14/306-305). اه.

ويتحدث صاحب الظلال رحمه الله تعالی عند قوله تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنبياء: 35] ، فيقول: (والابتلاء بالشر مفهوم أمره؛ ليتكشف مدى احتمال المبتلى ، ومدى صبره على الضر ، ومدى ثقته في ربه، ورجائه في رحمته …. فأما الابتلاء بالخير فهو في حاجة إلى بيان:

إن الابتلاء بالخير أشد وطأة ، وإن خيل للناس أنه دون الابتلاء بالشر..

إن كثيرين يصمدون للابتلاء بالشر ، ولكن القلة القليلة هي التي تصمد للابتلاء بالخير ..

كثيرون يصبرون على الابتلاء بالمرض والضعف ، ولكن قليلين هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة والقدرة ، ويكبحون جماح القوة الهائجة في كيانهم ، الجامحة في أوصالهم .

كثيرون يصبرون على الفقر والحرمان ؛ فلا تتهاوى نفوسهم ولا تذل ، ولكن قليلين هم الذين يصبرون على الثراء والوجدان وما يغريان به من متاع، وما يثيرانه من شهوات وأطماع!

كثيرون يصبرون على التعذيب والإيذاء فلا يخيفهم ، ويصبرون على التهديد والوعيد فلا يرهبهم ، ولكن قليلين هم الذين يصبرون على الإغراء بالرغائب والمناصب والمتاع والثراء !

كثيرون يصبرون على الكفاح والجراح ، ولكن قليلين هم الذين يصبرون على الدعة والمراح ؛ ثم لا يصابون بالحرص الذي يذل أعناق الرجال ، وبالاسترخاء الذي يقعد الهمم ويذلل الأرواح !

إن الابتلاء بالشدة قد يثير الكبرياء ، ويستحث المقاومة، ويجند الأعصاب ؛ فتكون القوى كلها معبأة لاستقبال الشدة والصمود لها ، أما الرخاء فيرخي الأعصاب وينيمها ويفقدها القدرة على اليقظة والمقاومة !

لذلك يجتاز الكثيرون مرحلة الشدة بنجاح ، حتى إذا جاءهم الرخاء سقطوا في الابتلاء ! وذلك شأن البشر .. إلا من عصم الله فكانوا ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن … الحديث» ، وهم قليل !)7(7) في ظلال القرآن: عند الآية (35) من سورة الأنبياء . اه .

الحديث الرابع: «اللهم إني أستخيرك بعلمك»

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن ؛ يقول: إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: عاجل أمري وآجله – فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به . قال: ويسمي حاجته»8(8) البخاري – ك التهجد – باب (28) ما جاء في التطوع مثنی مثنی [(3/58) (1166) فتح]..

وفي هذا الحديث إرشاد نبوی کريم إلى الاستعانة بالله عز وجل ، واللجوء إليه ، وتفويض الأمور كلها إليه سبحانه ، وطلب الخيرة منه ، فيما يستقبل من الأمور لأنها غيب ، ولا يعلم عاقبتها إلا علام الغيوب ، وهو الله سبحانه ، والرضا بعد ذلك بما يقدره ويقضيه عز وجل ، وفي ذلك التبري من الحول والقوة إلا به سبحانه في جميع الأمور .

الحديث الخامس: «ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك»

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما أصاب أحدا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال: اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ؛ سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي – إلا أذهب الله همه وحزنه ، وأبدله مكانه فرجا ، قال: فقيل: یا رسول الله، ألا نتعلمها؟ فقال: بلی، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها»9(9) رواه الإمام أحمد (1/391) ، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (3712) ، وصححه الألباني في الكلم الطيب (123)..

ويعلق الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى على هذا الحديث بقوله:

(وقوله: «ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك»، تضمن هذا الكلام أمرين:

أحدهما : مضاء حكمه في عبده .

والثاني : يتضمن حمده وعدله ، وهو سبحانه له الملك وله الحمد ، وهذا معنى قول نبيه هود: ﴿مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا﴾ ، ثم قال: ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [هود:56]، أي مع كونه مالكا قاهرا متصرفا في عباده ، نواصيهم بيده فهو على صراط مستقیم ، وهو العدل الذي يتصرف به فيهم ؛ فهو على صراط مستقيم في قوله وفعله وقضائه وقدره وأمره ونهيه وثوابه وعقابه ؛ فخبره كله صدق ، وقضاؤه كله عدل ، وأمره كله مصلحة ، والذي نهى عنه كله مفسدة ، وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله ورحمته ، وعقابه لمن يستحق العقاب بعدله وحكمته)10(10) الفوائد ص23..

الحديث السادس: «إن رحمتي غلبت غضبي»

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي»11(11) متفق عليه : البخاري – كتاب بدء الخلق [(6/331) (3194) فتح ]، مسلم – کتاب التوبة  (4/2107) (2751)..

الله أكبر! ما أعظم رحمة الله وما أوسع مغفرته ، وكم یزرع هذا الحديث وأمثاله في القلب من الأنس والطمأنينة والسكينة ، ولو كان صاحب هذا القلب في أتون الشدائد والمصائب والمحن، فما دام أن رحمة الله سبقت غضبه فلا خوف ولا قلق ؛ لأن رحمة الله عز وجل تحول النقمة والمحنة إلى منحة ونعمة .

(وهذا يريك أن المصائب والآلام حشوها نعم ولذات ، وهذا لأن الرحمة لها السبق والغلبة ؛ فما في طي النقم والعقوبات من الرحمة أسبق من العقوبة – وهي الغاية للغضب – فلابد أن يغلب أثرها أثر الغضب، كما غلبت الصفة الصفة)12(12) نسب هذا الكلام صاحب کتاب (قدر الدعوة) رفاعي سرور ، ص15 – إلى الإمام ابن القيم، ولم يذكر المصدر . .

ثانيا : الأقوال المأثورة

1- عن محمد بن کعب قال: قال موسى النبي صلى الله عليه وسلم: «أي رب ، أي خلقك أعظم ذنبا؟ قال: الذي يتهمني ، قال: أي رب ، وهل يتهمك أحد؟ قال: نعم ، الذي يستخيرني ولا يرضى بقضائي»13(13) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب (الرضا عن الله) ص73 ، وقال محققه ضياء السلفي: إسناده لا بأس به ..

2- عن أبي مجلز لاحق بن حميد ، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ما أبالي على أي حالة أصبحت ؛ على ما أحب ، أو على ما أكره ؛ وذلك أني لا أدري الخير فيما أحب ، أو فيما أكره»14(14) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب (الرضا عن الله) ص65 ، وقال محققه ضياء السلفي: إسناده رجال موثوقون . .

3- وقال المبرد: قيل للحسن بن علي: إن أبا ذر يقول: الفقر أحب إلي من الغني ، والسقم أحب إلي من الصحة ، فقال: رحم الله أبا ذر ، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن شيئا . وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء»15(15) سير أعلام النبلاء (3/ 262) . .

4- عن مكحول الأزدي ، قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: «إن الرجل يستخير الله تبارك وتعالی ؛ فيختار له فيسخط على ربه عز وجل ! فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو خير له»16(16) الزهد لابن المبارك ( رواية نعیم بن حماد) ص 32، تحقیق حبيب الأعظمي ..

5- وعن أشعث بن سعيد قال: قال ابن عون: «لن يصيب العبد حقيقة الرضا حتى يكون رضاه عن الفقر کرضاه عن الغنى ، كيف تستقضي الله في أمرك ثم تسخط إن رأيت قضاءه مخالفا لهواك؟! ولعل ما هويت من ذلك لو وفق لك فيه هلكك ، وترضى قضاءه إذا وافق هواك؟ ما أنصفت من نفسك ، ولا أصبت باب الرضا»17(17) صفة الصفوة (3/311)..

6- اجتمع وهيب بن الورد ، وسفيان الثوري ، ويوسف بن أسباط . فقال الثوري: قد كنت أكره موت الفجاءة قبل اليوم ، وأما اليوم: فوددت أني میت، فقال له يوسف بن أسباط : ولم ؟ فقال: لما أتخوف من الفتنة .

فقال يوسف: لكني لا أكره طول البقاء . فقال الثوري: ولم تكره الموت؟ فقال: لعلي أصادف يوما أتوب فيه وأعمل صالحا. فقيل لوهيب: أي شيء تقول أنت؟ فقال: أنا لا أختار شيئا ؛ أحب ذلك إلي أحبه إلى الله . فقبل الثوري بين عينيه. وقال: روحانية ورب الكعبة18(18) نقل هذه القصة ابن القيم في مدارج السالكين (2/215)...

الهوامش

(1) رواه مسلم: کتاب صلاة المسافرين۔ باب (26) الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1/ 534) (771) .

(2) طريق الهجرتین ص 163 ط. الشئون الدينية بقطر .

(3) بدائع الفوائد (2/211).

(4) رواه مسلم، کتاب الزهد والرقائق۔ باب (13) المؤمن أمره كله خير (4/ 2295) (2999).

(5) رواه أحمد (1/ 117 ، 184)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (148).

(6) مجموع فتاوى ابن تيمية (14/306-305).

(7) في ظلال القرآن: عند الآية (35) من سورة الأنبياء .

(8) البخاري – ك التهجد – باب (28) ما جاء في التطوع مثنی مثنی [(3/58) (1166) فتح].

(9) رواه الإمام أحمد (1/391) ، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (3712) ، وصححه الألباني في الكلم الطيب (123).

(10) الفوائد ص23.

(11) متفق عليه : البخاري – كتاب بدء الخلق [(6/331) (3194) فتح ]، مسلم – کتاب التوبة  (4/2107) (2751).

(12) نسب هذا الكلام صاحب کتاب (قدر الدعوة) رفاعي سرور ، ص15 – إلى الإمام ابن القيم، ولم يذكر المصدر .

(13) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب (الرضا عن الله) ص73 ، وقال محققه ضياء السلفي: إسناده لا بأس به .

(14) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب (الرضا عن الله) ص65 ، وقال محققه ضياء السلفي: إسناده رجال موثوقون .

(15) سير أعلام النبلاء (3/ 262) .

(16) الزهد لابن المبارك ( رواية نعیم بن حماد) ص 32، تحقیق حبيب الأعظمي .

(17) صفة الصفوة (3/311).

(18) نقل هذه القصة ابن القيم في مدارج السالكين (2/215).

اقرأ أيضا

لا تحسبوه شرا لكم..مسلمة قررها القرآن

“لا تحسبوه شراً لكم” .. سنة جارية

“لا تحسبوه شراً لكم” .. طمأنينة وسلامة قلب

“لا تحسبوه شراً لكم” .. حِلم وأناة وموازين رباينة

 

التعليقات غير متاحة