لم يزل الدور المشبوه لجوائز الغرب، وخاصة جائزة “نوبل”. وقد تبدو فورة في نفس إنسان متواضع الحال تُحرج مَن حوله وتذكّر الناس أنه يمكن فضح هذا الدور المشبوه بيسر وسهولة.

الخبر

“في سابقة غير مألوفة قررت الطبيبة السويدية “كريستينا دوكتير” إعادة ميدالية جائزة نوبل للسلام إلى الجهة المانحة اعتراضا منها على منح نوبل للآداب للكاتب النمساوي بيتر هاندكه.

وأعلنت “دوكتير” عن قرارها أثناء مشاركتها في مظاهرة أمام أكاديمية نوبل الملكية مع العديد من النشطاء والمعترضين على منح الجائزة لهاندكه، وذلك لإنكاره مذبحة سربرنيتشا.

لكن المظاهرات لم تثنِ القائمين على نوبل عن منح هاندكه الجائزة، بل لم تدفع هاندكه نفسه لتغيير موقفه والاعتراف بمذبحة سربرنيتشا. وحرص “هاندكه” على استغلال كل الفرص لإنكار الإبادة الجماعية في سربرنيتشا.

وتعد مذبحة سربرنيتشا من أبشع المذابح في العصر الحديث، إذ صنفت إبادة عرقية كاملة، وراح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف قتيل من مسلمي البوشناق في يوليو/تموز 1995، ووصفت الأمم المتحدة المجزرة بأنها أبشع جريمة على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وما زال الجدل سائدا بشأن تورط الكتائب الهولندية في المذبحة”. (1موقع ” الجزيرة” 13/12/2019، على الرابط:
احتجاجا على مقتل 8 آلاف مسلم.. طبيبة تنازلت عن جائزة نوبل نصرة لضحايا سربرنيتشا
)

التعليق

بينما يتهافت خفاف العقول والفارغون في بلادنا من الغايات الكبرى حول “الجوائز”؛ خاصة “جائزة نوبل” والتي ينفخ فيها الإعلام ويعيد ليعظم حجمها في عقول الناس؛ ليمرر بها ما يراد تمريره لاحقا.. بينما يحدث هذا إذ بامرأة عادية، وغير مسلمة؛ تصمم على احترام عقلها وتلملم بقايا من ضميرها وتستجمع من الشجاعة الأدبية أن تأخذ خطوة رفض الجائزة، وتتحمل اللوم ممن يلوم؛ فقط لاحترام عقلها ولا تسمح بالتلاعب بالتاريخ.

بينما يعطي المنتسبون للإسلام ـ من الخفاف ـ حجما للجائزة وقداسة لأصحابها؛ إذ بها لا تُعطَى إلا لأديب يمرر الإلحاد ويعتمد الإباحية في رواياته “نجيب محفوظ”، أو بعالم فيزيا مصري لكنه يشارك في تطوير صواريخ إسرائيلية “أحمد زويل”، أو لآخر ينتسب زورا للإسلام يشغل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لدوره في إسقاط العراق بالتمهيد لغزوه بإعطاء المبررات لذلك “محمد البرادعي”. أو تُعطى لأول من صافح الصهاينة واعترف بدولتهم وأعطاهم شرعية وحق ما احتلوه من بلاد المسلمين “السادات”، أو لرئيس وزراء إثيوبي مرتد عن دين الله لقيامِه بدور تاريخي يسعى اليه الغرب من خمسة قرون في التحكم في مياه النيل وتهديد أرض الكنانة بالفناء “آبي أحمد”..

كل هذا لا يحرك ضميرا ولا عقلا؛ إذ لا ذاتا مستقلة لهؤلاء، ولا اعتزازا بالهوية والدين، ولا إعمالا للعقول، ولا استحضاراً للدور المشبوه للجائزة فضلا عن استحضار حقيقة الغرب وسريان العداء للإسلام في جنباته وانتهازيته واستغلاله لكل مناسبة للهجوم على الإسلام وتفريغ محتواه.

فقط امرأة عادية كهذه أرادت اعتزازا خاصا بنفسها وذاتها فاتخذت موقفا؛ أفلا يتخذه قوم لصالح دينهم وهويتهم، ومن أجل ربهم سبحانه..!

وأفلا يستيقظون من ترَّهات الاحتفالات ونشوة المهرجانات الفارغة ليبحثوا عن مضمون وجودهم..؟

إننا لا نطمع في هؤلاء ـ إلا أن يشاء الله ـ لكننا ننبه أمتنا الكريمة أن ما يستبعد عموم الناس حدوثه، أو يستعظمونه لو فعلوه؛ يتخذه أناس بسطاء لأهداف قريبة؛ فلا تبقى الأعذار والتعلّات التافهة.

…………………………..

هوامش:

  1. موقع ” الجزيرة” 13/12/2019، على الرابط:
    احتجاجا على مقتل 8 آلاف مسلم.. طبيبة تنازلت عن جائزة نوبل نصرة لضحايا سربرنيتشا

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة