فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا

تحمل لنا الأخبار ما يعانيه كثير من المسلمين من شدائد تواجههم وتفت من عزائم كثير منهم؛ فبماذا يجب أن نواجه تلكم الشدائد؟ وكيف نقهرها ونتغلب عليها؟

المحتويات

تقارير تكشف زيادة أعداد المنتحرين في مصر

من مؤلم ما اطلعنا عليه تزايد حالات الانتحار بين الشباب -وغيرهم- في مصر حتى وصلت إلى انتحار أكثر من اثنين من كل ألف حالة وفاة في مصر، ووفق دراسة أعدتها أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة المصرية، فإن نسبة ٢٩,٩% من طلاب المرحلة الثانوية يعانون من مشکلات نفسية 27.7% منهم يفكرون بالانتحار، فيما شهدت مصر انتحار ٢٥٨٤ شخص خلال عام ۲۰۲۱م.

لماذا يقدم الشباب وغيرهم على الانتحار؟

لا شك أن لذلك أسبابا؛ منها:

١- ضعف التربية الإيمانية، أو فقدانها؛ نتيجة الصعوبات الهائلة التي تواجه العلماء والدعاة وطلبة العلم في مصر، والحرب الممنهجة ضدهم.

۲- تزايد نشاط المجرمين من الذين يفسدون على الناس أخلاقهم ودينهم بوسائل الإعلام والتواصل التي تعمل ليل نهار على إضلال الناس وفتنتهم عن دينهم.

3- سوء الأوضاع الاقتصادية المتواصل بضراوة نتيجة السياسة الخرقاء للدولة.

انتشار الإلحاد والتهجم على الدين

وقد كنا كتبنا قبل فترة مقالا بعنوان: “اللوثة العقلية المصرية”، لخصنا فيه ما تمر به مصر من أزمات خطيرة متعاقبة أحاطت بكافة الجوانب الإنسانية، والانحراف الممنهج عن الدين ومصالح الدنيا.

وأن الإلحاد خيم على مصر جهارا نهارا، والتهجم على الدين صار ديدن وسائل الإعلام، وشيخ الأزهر يفقد بوصلته فيمتدح بوذا ودينه الوثني، واتخذوا جماعة الإخوان غرضا ثم تجاوزوها إلى الدين نفسه، وحتى الشيخ الشعراوي -رحمه الله تعالى- لم يسلم منهم، مع هجمة مكثفة مدروسة على كافة الثوابت الإسلامية، وكأنهم وصلوا إلى نهاية مطاف أعد له منذ زمن بعيد..

لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق

والله تبارك وتعالى ناصر دينه وإن خذله المتخاذلون، وأمة محمد صلى الله عليه وسلَّم ما زالت حية، وستظل فيها الحياة حتى يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك»¹.

إن أمة الإسلام لا تفرط في دينها، ولا تنسى تاريخها مهما اشتدت الأزمات واشتد طغيان الطغاة، والخير لن ينقطع من هذه الأمة أبدا، ودوام الخيرية باق في آخرها كما كان في أولها؛ فعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره»².

قال ابن القيم -رحمه الله -: فلو لم يكن في أواخر الأمة قائم بحجج الله مجتهد لم يكونوا موصوفين بهذه الخيرية³.

وعن أبي عنبة الخولاني رضي الله عنه -وكان قد صلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته»⁴.

وقال ابن القيم أيضا: هم أهل العلم والعمل، فلو خلت الأرض من عالم خلت من غرس الله⁵.

علاج ظاهرة الانتحار

التضرع لله عزَّ وجل

وأما أولئك المتسارعون في الانتحار، ومن تصيبهم الأمراض النفسية، والقانطون اليائسون؛ فنقول لهم إن ما بكم من بأس وشدائد ومحن إنما أول علاجه التضرع لله عزَّ وجل، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

يقول السعدي: يقول تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ) من الأمم السالفين، والقرون المتقدمين، فكذبوا رسلنا، وجحدوا بآياتنا. (فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ) أي: بالفقر والمرض والآفات، والمصائب، رحمة منا بهم؛ (لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) إلينا، ويلجأون عند الشدة إلينا.

(فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ) أي: استحجرت فلا تلين للحق. (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فطنوا أن ما هم عليه دين الحق، فتمتعوا في باطلهم برهة

من الزمان، ولعب بعقولهم الشيطان⁶.

الاستغاثة برحمة الله تعالى ودعائه

ومن المشروع عند نزول البلاء:الاستغاثة برحمة الله تعالى ودعائه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حَزَبَهُ أمر قال: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث»⁷.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب -وفي رواية كَانَ إِذَا َ حَزَبَهُ أَمْرٌ قَالَ-: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَرَبُّ العرش العظيم»⁸.

الإسراع إلى الصلاة

ومن المشروع أيضا: الصلاة . عن حذيفة رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم إِذَا حَزَبَهُ أمر صَلَّى⁹.

وهذا خلاف ما عليه كثير من الناس من ترك الصلاة -حتى المفروضات-، ويبرر بعضهم ذلك بانشغاله بأمر المعاش وهموم الدنيا، ولو عقلوا لأسرعوا إلى الصلاة؛ فهي من أعظم أسباب الرزق، كما قال تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ)، وقال صلى الله عليه وسلَّم: «من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة»¹⁰.

وفي الصلاة راحة البال وقرة العين؛ عن أنس قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «حببَ إِلَيَّ مِن الدُّنْيَا النِّسَاءُ والطيب، وجعل قرة عيني في الصَّلاةِ»¹¹.

موقف الإسلام من الانتحار

ولا يخفى أن الانتحار أو قتل النفس متعمدا كبيرة من كبائر الذنوب، قال الله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا).

وهل يفر المؤمن إلا من النار فكيف يلقي نفسه فيها، فعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بعث جيشا وأمر عليهم رجلًا فأوقد نارا، وقال: ادخلوها، فأراد ناس أن يدخلوها، وقال الآخرون: إنا قد فررنا منها، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها: «لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة». وقال للآخرين قولا حسنا، وقال: «لا طاعة لبشر في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف»¹².

وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «مَن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة»¹³.

ومهما كان الضر الواقع بالناس ومشقات الحياة، والظلم والفساد وغير ذلك من أنواع المعاناة والألم؛ كل ذلك لا يبرر بحال أن يقتل الإنسان نفسه، وهل يرفع ذلك المعاناة والضر أم أنه يزيدها فيؤذي أهله بفقدانه بهذه الصورة المخزية، ويعرض نفسه للعذاب الشديد وغضب رب العالمين تبارك وتعالى.

أما إنه من أهل النار

وهذا رجل في عصر النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أبلى في الجهاد بلاء حسنا، وقاتل الكفار قتالا شديدا، ولما انتهت المعركة كان به جرح فلم يصبر على الألم، فقتل نفسه فكان في النار، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الأخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «أما إنه من أهل النار» فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدا، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه. قال: فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه. فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: أشهد أنك رسول الله قال: «وما ذاك؟» قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه حتى جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة»¹⁴.

التحذير من الانتحار

ومما ورد في التحذير من الانتحار وأن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل به نفسه: حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة».

– وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدًا فيها أبدا»¹⁵.

– وعن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان برجل جراح فقتل نفسه فقال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة»¹⁶.

– وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعنها يطعنها في النار»¹⁷.

وفي الباب أحاديث أخر، وكلها تدل على أن الجزاء من جنس العمل.

ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر

ومن قتل نفسه له عقوبة أخرى وهي ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه؛ فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أصابته جراح فآلمت به فدب إلى قرن له في سيفه فأخذ مشقصًا فقتل نفسه فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم¹⁸.

قال النووي: المشاقص: سهام عراض.

وفي هذا زجر لغيره أن يفعل فعله؛ قال النووي رحمه الله تعالى: وفي هذا الحديث دليل لمن يقول: لا يصلى على قاتل نفسه لعصيانه، وهذا مذهب عمر بن عبد العزيز والأوزاعي، وقال الحسن والنخعي وقتادة ومالك وأبو حنيفة والشافعي وجماهير العلماء: يصلى عليه، وأجابوا عن هذا الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه بنفسه زجزا للناس عن مثل فعله وصلت عليه الصحابة¹⁹.

الانتحار تسخط على قضاء الله وقدره

ولا يخفى أنه يجب على المسلم أن يعلم أن الانتحار فيه تسخط على قضاء الله وقدره، ومن رضي بقضاء الله فله الرضا، ومن سخط فله السخط كما ثبت بذلك الحديث؛ فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط»²⁰.

ويقول الله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ).

يقول السعدي – في تفسير هذه الآية-: يخبر تعالى أنه ما أصاب العباد من مصيبة في أبدانهم وأموالهم وأولادهم وفيما يحبون ويكون عزيزاً عليهم؛ إلا بسبب ما قدمته أيديهم من السيئات… اهـ.

فعلينا بصدق اللجوء إلى الله عز وجل؛ قال تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)

يقول العلامة السعدي – في تفسير هذه الآية-: … وسمى الله الرجوع إليه فرارا؛ لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره إلى قضائه وقدره، وكل من خفت منه فررت منه إلا الله تعالى؛ فإنه بحسب الخوف منه، يكون الفرار إليه، (إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)؛ أي: منذر لكم من عذاب الله، ومخوف بين النذارة²¹.

حفظ الله المسلمين، وأخرى الطغاة المتجبرين.

الهوامش

(1) [رواه مسلم (۱۹۲۰) من حديث ثوبان رضي الله عنه مرفوعا، وهو مروي عن جماعة من الصحابة مرفوعا بألفاظ متعددة في الصحيحين وغيرهما].

(2) [رواه الترمذي (٢٨٦٩) وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٨٥٤)].

(3) [مفتاح دار السعادة (١/ ١٤٣)].

(4) [رواه ابن ماجه (۸) ،وغيره، وحسنه الألباني في الصحيحة (٢٤٤٢)].

(5) [مفتاح دار السعادة (١/ ١٤٤)].

(6) [تيسير الكريم الرحمن ص(٢٥٦)].

(7) [أخرجه الترمذي (٣٥٢٤) وغيره، وقواه الألباني في الصحيحة (۳۱۸۲)].

(8) [أخرجه البخاري (٦٣٤٥) ومسلم (٢٧٣٠)].

(9) [رواه أبو داود وأحمد، وحسنه الألباني في صحيح الجامع].

(10) [رواه ابن ماجه (٤١٠٥) قال الحافظ العراقي: إسناده جيد. تخريج الإحياء (۲۳۸٧/٦)، وصححه الألباني].

(11) [رواه النسائي (٣٩٣٩) وغيره، وقال الألباني: حسن صحيح].

(12) [متفق عليه].

(13) [متفق عليه].

(14) [متفق عليه].

(15) [متفق عليه].

(16) [متفق عليه].

(17) [رواه البخاري].

(18) [رواه مسلم].

(19) [شرح مسلم (7/47)].

(20) [رواه الترمذي (٢٣٦٩) وغيره، وقال الألباني: حسن صحيح].

(21) [ تيسير الكريم الرحمن].