136 – مفهوم 10: عدم الحرج في الصدر من القرآن الكريم
قال تعالى: (كِتَٰبٌ أُنزِلَ إِلَيۡكَ فَلَا يَكُن فِي صَدۡرِكَ حَرَجٞ مِّنۡهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ (٢) ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ) [الأعراف:3،2]، فكتاب الله تعالى إنما أُنزل للدعوة والإنذار به، والحكم بين الناس بما فيه.
ولما كان أكثر الناس يُخالفون الإيمان كما قال تعالى: (وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ) [يوسف:103] فسيواجه الدعاة إلى الله حتمًا مخالفات الناس للقرآن وما فيه، فينبغي عليهم ألا يجدوا حرجًا في صدورهم منه ومن مواجهة الناس به؛ كما أمر الله عزّ وجلّ نبيه بذلك في مواجهة قومه وإنذارهم بما فيه؛ قال تعالى: (وَجَٰهِدۡهُم بِهِۦ جِهَادٗا كَبِيرٗا) [الفرقان:52]، وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم هو خطاب أيضًا لأمته من بعده، فعليهم أن يجاهدوا به المخالفين ويواجهوهم مواجهة شاملة لكل المخالفات البشرية للقرآن؛ مواجهة ظلام التصورات، وظلام الشهوات، وظلام الطغيان والإذلال، وظلام العبودية لهوى النفس.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445