109 – مفهوم 49: ظلم الإنسان وجهله بربه يوقعانه في إنكار حكمة الله فيما يسوؤه
يتساءلون عن حكمة الله في المرض والجوع، والزلازل والكوارث، وموت الأحباب وحياة الأعداء، وانتشار الفساد وتسلط الظالمين وضعف المصلحين…إلخ.
فهؤلاء وأمثالهم لم يفهموا سنن الله عزّ وجلّ في خلقه؛ مثل سنة الابتلاء كما في قوله تعالى: (وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ) [البقرة:155-157].
كما أنهم لم يلتفتوا إلى صفة لطف الله التي يوصل بها الخير إلى المرء في تدرج وخفاء، ولا التفتوا إلى اسمي الله: (الرؤوف) و(الرحيم).
والعجيب أن الناس إذا وثقوا بعلم أحدهم وحكمته سلَّموا إليه أمرهم واستحسنوا أفعاله دون أن يعرفوا الحكمة فيها، ويقولون: هو أدرى بما يفعل. أفلا يكون الله عزّ وجلّ الحكيم اللطيف الخبير أولى بهذا التسليم واليقين في حكمته ولطفه وبره بخلقه، ورحمته بهم! يفقدون حكمة الله فيما ساءهم وضرَّهم وقد آمنوا بحكمته فيما نفعهم وسرَّهم، أفلا قاسوا ما غاب عنهم على ما حضر، وما جهلوا على ما علموا! أم إن الإنسان كان ظلومًا جهولًا!
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445