166 – مفهوم 14: ضلال كلٍّ من الفلاسفة والمتكلمين في مسألة النبوات
النبوة -كما أسلفنا- هي الوحي الإلهي لبشر؛ وقد ضلَّ في تلك المسألة فريقان:
1 – الفلاسفة؛ حيث جعلوا النبوة أمرًا مكتسبًا يحصله المرء باجتهاده وترويض نفسه وكثرة تأمله، وقضوا باستحالة الوحي من الله لأحد من البشر.
2 – المتكلمون؛ وقد أرادوا ردَّ زعم الفلاسفة بالعقل المجرد -على طريقتهم المعهودة في تقديم العقل على النص- فانطلقوا من تقسيمهم الثلاثي للعقليات: الواجب العقلي، والمستحيل العقلي، والجائز العقلي.
فإذا كان الفلاسفة قد جعلوا النبوة التي هي بمعنى الوحي من قسم المستحيل العقلي، فقد جعلها المعتزلة من قسم الواجب العقلي، وجعلها الأشاعرة من قسم الجائز العقلي.
وسبب ضلالهم جميعًا في مسألة النبوات هو تقديمهم العقل على النص وتحكيمه فيه، والقول الفصل هو أن النبوة مع جوازها عقلًا فقد دلَّ عليها ما أسلفناه من النظر في حسن سيرة النبي وعبادته لربه، والنظر في صدق المعجزة التي معه وأن الله قد أيـَّده بها.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445