105 – مفهوم 45: سوء الظن بالله وبعض صوره
سوء الظن بالله إثم كبير، وخطر جليل، وهو في الأصل وصف لأهل النفاق والشرك كما قال تعالى: (وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرٗا) [الفتح:6]، فلا ينبغي أبدًا ولا يليق بالعبد المؤمن أن يقع في سوء الظن بربه سبحانه؛ سواء في أي وصف لله عزّ وجلّ، أو أي فعل أو قضاء له سبحانه؛ فكل ظن لا يليق بحمد الله، وحكمته، ورحمته، وعلمه، وقدرته فهو سوء ظن بالله تعالى وقدح في موجب اسمه (القدوس).
ولسوء الظن بالله عزّ وجلّ صورٌ عديدة نذكر بعضها:
1 – ظن ما لا يليق بالله عزّ وجلّ في أسمائه وصفاته؛ سواء بتشبيهه سبحانه بخلقه، أو بتعطيل الصفة ونفيها عنه.
2 – الشرك بالله: سواء في ربوبيته أو ألوهيته، وسواء في ذلك بعبادة غيره استقلالًا أو مع عبادته، أو بنسبة الصاحبة أو الولد له سبحانه، أو بدعاء الأولياء من دون الله وجعلهم وسطاء بين الله وخلقه.
3 – اليأس والقنوط من رحمة الله؛ فذلك سوء ظن بالله ينافي اتصافه عزّ وجلّ بالرحمة والمغفرة.
4 – إنكار القدر وعلم الله عزّ وجلّ بالأشياء قبل وقوعها.
5 – الشك في وعد الله الصادق بنصرة رسله وأتباعهم، وتمكينهم، وعدم خذلانهم.
6 – نفي الحكمة عن الله عزّ وجلّ، وادِّعاء أن أفعاله سبحانه تصدر عن مشيئة مجردة عن ذلك.
7 – تجويز أن يعذب الله أولياءه مع إحسانهم وإخلاصهم، أو أن يسوي بينهم وبين أعدائه، أو يؤيد أعداءه المكذبين به ويديلهم على المؤمنين إدالة دائمة مستقرة.
8 – ظن أن الله خلق الخلق سدى وتركهم هملًا معطلين عن الأمر والنهي، وأنه لم يرسل لهم رسلًا ولا أنزل عليهم كتبًا.
9 – إنكار البعث بعد الممات وحساب الخلق في اليوم الآخر الذي هو يوم الجزاء والدين.
10 – ظن أن من ترك شيئًا لله، أو فعل شيئًا له عزّ وجلّ فلن يعوضه خيرًا منه.
11 – ظن أن الله يثيب المرء إذا عصاه بما يثيبه به إذا أطاعه.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445