157 – مفهوم 5: رسل الله بين المفاضلة وعدم التفريق بينهم
من الإيمان بالرسل: الإيمان بأنهم أفضل البشر، وأنهم يتفاضلون كما قال تعالى: (تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ) [البقرة:253]، وأفضلهم: أولو العزم من الرسل؛ وهم الخمسة المذكورون في قوله تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ) [الشورى:13]، وأفضل أولي العزم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أفضل البشر قاطبة كما قال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفَّع) [رواه مسلم (2278)].
وأمَّا عدم التفريق بين الرسل كما ورد في قول الله تعالى: (لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦ) [البقرة:285] وغيرها من الآيات، فالمقصود به: عدم التفريق بينهم بالإيمان ببعضهم والكفر ببعض آخر؛ كما ورد صريحًا في قوله تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا) [النساء:151،150]؛ فالكفر برسول واحد يُعدُّ كفرًا بجميع الرسل؛ إذ هو في حقيقته كفر بالرسالة من الله؛ فركن الإيمان بالرسل يقتضي الإيمان بهم جميعًا وعدم التفريق بينهم في ذلك.
وأمَّا نسبة قول: «لا تفضلوني على يونس بن متى» إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فلا تصح، ولا يُعرف لذلك أصل مرفوع [ينظر تخريج الألباني لأحاديث شرح العقيدة الطحاوية]، فهو ليس بحديث، وقد قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: «كذب» [ينظر: تلبيس الجهمية (5/100].
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445