110 – مفهوم 50: رؤية الله
نفي إدراك الأبصار لله لا ينفي رؤيته سبحانه في الآخرة؛ قال الله تعالى: (لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَهُوَ يُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ) [الأنعام:103]، وقوله تعالى: (لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ) أي: لا تحيط به الأبصار وإن كانت تراه؛ فنفي الإدراك لا يعني نفي الرؤية، بل يثبتها بمفهوم المخالفة؛ فإنه إذا نفى الإدراك الذي هو أخص أوصاف الرؤية -وهو الإحاطة بالمرئي كما أسلفنا- دلَّ على أن الرؤية ثابتة؛ فإنه لو أراد نفي الرؤية لقال: (لا تراه الأبصار) ونحو ذلك. والرؤية تثبت أيضًا بأدلة أخرى مثل قول الله تعالى: (وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ ٢٢ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ) [القيامة:23،22].
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445