206 – مفهوم 2: دخول الأعمال في الإيمان عند أهل السنة
جنس العمل ركن من أركان الإيمان عند أهل السنة، فإذا ذهب -أي فقد عمل جميع الطاعات- ذهب أصل الإيمان؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن فقد جنس العمل مطلقًا: «فيمتنع أن يكون الرجل لا يفعل شيئًا مما أُمِر به من الصلاة والزكاة والصيام والحج، ويفعل ما يقدر عليه من المحرمات.. وهو مع ذلك مؤمن في الباطن؛ لا يفعل ذلك إلا لعدم الإيمان في قلبه» أمَّا إذا تخلَّفتْ بعض الأعمال، كترك بعض الواجبات أو فعل بعض المحرمات، فإن أصل الإيمان باقٍ، ولكن نقص الإيمان الواجب، إلا أن يكون العمل المتروك منصوصًا عليه في الشرع أن تركه كفر؛ كترك الصلاة تركًا نهائيًا ولو كان تكاسلًا، وكالحكم بغير ما أنزل الله ورفض شرع الله.
ولأن المرجئة لا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان فإنهم لا يرون تارك جنس العمل كافرًا، بل يكفي منه التصديق ليكون مؤمنًا، والخوارج يرون -كما يرى أهل السنة- أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، ولكنهم يختلفون عنهم بأنهم يعتبرون فعل أي محرم أو ترك أي واجب كفر يوجب الخلود في النار إذا لم يتب منه صاحبه، ولو فعل باقي الواجبات وترك سائر المحرمات؛ عكس أهل السنة الذين لا ينفون عن مرتكب الكبيرة أصل الإيمان ما لم يستحلها، ويقولون: هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ناقص الإيمان، وقد جاء في حديث جبريل أن أركان الإيمان هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445