231 – مفهوم 1: حقيقة الولاء والبراء

الولاء هو: النصرة والمحبة والقرب، وعكسه البراء، وهو: البعد والبغض والعداوة.

والولاء والبراء المحبوب لله عزّ وجلّ هو الموالاة والمعاداة فيه سبحانه؛ فلا محبة ولا نصرة إلا لله عزّ وجلّ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وللمؤمنين، ولكل من أحبه الله وما أحبه الله، والبراءة والعداوة لكل من عاداه الله عزّ وجلّ وأبغضه وأبعده؛ قال الله عزّ وجلّ: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ) [المائدة:55]؛ فدلَّت أداة الحصر (إِنَّمَا)على أنه يجب قصر الولاية والمحبة والنصرة على المذكورين في الآية، وعلى البراءة من غيرهم.

وكلمة التوحيد «لا إله إلا الله» نصفها براءة من الشرك وأهله: «لا إله»، ونصفها الآخر ولاء للتوحيد وأهله: «إلا الله». وقد بلغ الحديث عن الولاء والبراء القرآن الكريم أكثر من (380) مرة، ولا غرو إذ هو منهج الأنبياء قاطبة؛ حيث ولاؤهم وبراؤهم على أساس العقيدة، ويكفي في الدلالة على ذلك قول الله تعالى: (قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥ) [الممتحنة:4]، وعليه فإن أي دعوة لا تنطلق من عقيدة الولاء والبراء هي دعوة مخالفة لمنهج الأنبياء.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول الولاء والبراء

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة