117 – مفهوم 1: حقيقة الجن وأصلهم
– الجن عالم حقيقي موجود في الحياة، ويؤمن المسلمون بهذا الوجود لإخبار القرآن الكريم عنهم في آيات عديدة، بل إن سورة كاملة من سوره اسمها: «سورة الجن»، وهي تخبر عن بعض أوصافهم وحالهم مع القرآن الكريم.
– وقد خلقت الجن قبل الإنس، وكان خلقهم من نار كما قال تعالى: (وَٱلۡجَآنَّ خَلَقۡنَٰهُ مِن قَبۡلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ) [الحجر:27] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وخلق الجان من مارج من نار) [رواه مسلم (2996)].
– ومادة (جنن) في اللغة تفيد الاستتار؛ فكل ما يُستر عنك فقد جُنَّ عنك، وجَنَّ الليل: أسدل ستره وظلمته، والحدائق كثيفة الأشجار تسمى جنانًا لأن أشجارها تستر ما تحتها من الشمس؛ لذا فعالم الجن مستقل مستتر عن الإنس، فلا يمكن أن ندركهم بعقولنا وحواسنا المجردة، وإنما قد ندرك بعض آثارهم أحيانًا، والأصل أننا لا نراهم ولا نشعر بهم كما قال تعالى عن إبليس وجنوده -وهم من الجن-: (إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ) [الأعراف:27]، فهم من الغيب الذي أُمِرنا أن نؤمن به، ولكنه غيب نسبي غير مطلق؛ فقد يتشكلون أحيانًا بأشكال بعض الحيوانات، ويظهرون أحيانًا لبعض الناس، وقد يخاطبونهم أو يلبسون بعض البشر ويدخلون فيهم ويتسلطون عليهم لكونهم آذوهم مثلًا، أو لأن أحدًا من السحرة والمشعوذين قد أرسلهم على من يسحرهم.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445